- صاحب المنشور: ناجي الراضي
ملخص النقاش:
تُحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) ثورة في قطاع التعليم، مُثيرة تغيرات وتحديات هائلة. يأتي هذا التغيير نتيجة لتأثيرها الكبير على طرق التدريس والتعلم؛ حيث توفر AI أدوات تفاعلية ومخصصة تُساعد الطلاب والمعلمين على حد سواء. تتضمن هذه الأدوات الذكية منصات التعلم الآلي التي تستطيع تقدير مستوى كل طالب وتعديل محتويات الدروس وفقا لذلك، مما يجعل عملية التعليم أكثر فعالية وشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لآلات الذكاء الصناعي المساعدة في تصحيح الواجبات والمهام الدراسية بسرعة ودقة عالية، مع تقديم تفسيرات مفصّلة للمشاكل والقضايا الأكاديمية الرئيسية.
كما تساهم روبوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل "Chatbots" في تحسين التواصل بين الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، وذلك عبر توفير دعم فوري للإرشادات والإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمساقات والأمور الأخرى ذات الصلة. كذلك، يستخدم بعض الجامعات البرمجيات المبنية على تعلم الآلة لتحليل البيانات الكبيرة حول الأداء الأكاديمي للطلاب واتجاهاتهم الفكرية لفهم نقاط قوتهم وضعفهم بشكل أفضل وبالتالي تحديد المجالات الواجب التركيز عليها أثناء العملية التربوية.
إلا أنه وسط هذه التحولات المحتملة نحو مستقبل تعليمى رقمي مدعوم بتكنولوجيا ذكية متطورة، قد ينشأ العديد من المخاوف والحواجز أيضًا. فالاعتماد الزائد على التقنيات الرقمية ربما يؤدي للتشتت وانخفاض الإبداع لدى الأفراد الذين يتلقون العلم باستخدام وسائل غير تقليدية كالتفاعل وجهًا لوجه داخل الصفوف الدراسية مثلاً. كما يشير آخرون إلى الحاجة الملحة لمنظومة تشريعية تحدد حقوق الملكية الخاصة بنتائج أعمال الروبوتات المدربة بمناهج دراسية مختلفة تفاديًا لاحتمالية سرقتها واستخداماتها غير القانونية المستقبلية. أخيرا وليس آخراً، فإن زيادة الاعتماد على النظام الجديد سيضع عبئاً أكبر على الشركات المصنعة لهذه المنتجات والتطبيقات الجديدة للحفاظ دوماً على أمان بيانات المستخدمين وكشف أي خلل محتمل قبل وقوع كارثة كبيرة تؤثر بالسلب على الأمن العام للأمة برمتها . وعلى الرغم مما سبق، فإن اتخاذ خطوات جريئة لاستيعاب تلك الثورات التكنولوجية بلا شك سوف يعزز جودة المعرفة المكتسبة ويحسن مهارات وقدرات الجيل الحالي والذي سيكون مهندسو وصناع الغد بإذن الله تعالى.
وفي نهاية المطاف، يبدو واضحا بأن فرضية استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في القطاع الأكاديمي لن تكون مجرد موضة عارضة ستزول بعد فترة قصيرة بل هي جزء أساسيا ومتوقع ضمن رؤيتنا لمستقبل المنظومات التعليمية الحديثة والتي تتطلب بدون شك توافق عالميين واسعين لدعم شامل لكل جوانبها المختلفة بداية من تصميم نماذج تعلم مبتكرة حتى تطوير سياسات حكومية