- صاحب المنشور: هاجر المسعودي
ملخص النقاش:
تعد قضية التعليم حقًا أساسيًا لحياة كل فرد، خاصة للأطفال الذين يعتبرون عماد المجتمع المستقبلي. يؤكد الإسلام على أهمية التعليم باعتباره طريقاً نحو الفضيلة والمعرفة. يشمل هذا الحق مجموعة متنوعة من الجوانب التي تضمن تطور الطفل وتنوير مستقبله. سوف نستكشف بعض جوانب هذه القضية الدقيقة فيما يلي:
التأسيس الديني كأولوية
يؤكد القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة على دور الوالدين والأسر في تعزيز قيم ومبادئ الدين لدى الأطفال منذ سن مبكرة. قال الله تعالى: "يا أيها
تعليم اللغات والحرف اليدوية
بالإضافة إلى المعارف الإسلامية الأساسية، حثت سنة النبي محمد الأعراب على تعلم الحرف اليدوية كالنجارة والصياغة وغيرها مما يفيدهم ويغنيهُم عن الاستجداء والكسل. حيث يقول ابن عباس رضي الله عنهما: «لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصلي معه، فلما انفتل نظر إلى سلمان الفارسي فقال له: إن لك عندنا ثلاثا يا سلمان! قال: وما هنّ يا رسول الله؟ قال: تدخل معنا الجمعة وتشهد لنا شهادة عدل وتعلّم يهود كتابهم».(2) وهذا يعني تشجيع التعلم والتوسع المعرفي خارج الحدود الدينية الضيقة لتطوير المهارات العملية والعلمية أيضاً.
مساوات الجميع بحق الحصول على العلم
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم منهجه الخاص في المساواة بين جميع الأفراد بغض النظر عن جنسهم أو عمرهم في تلقي العلم. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يسأل وهو يحمل ابنه وقال: هنيءٌ بك من مولى. فردَّ عليه قائلا: «هل أدخلتَه في الإسلام؟» فأجاب الرجل بالنفي، فعلمهُ النبي حينذاك كيف يُعلن شهادته الأولى ثم ثانيها حتى أصبح مسلمًا جديدًا.(3) وبذلك فتح باب العلم لكل طفل مهما كانت ظروفه الاجتماعية أو الاقتصادية.
دعم الفقراء والأيتام
امتد اهتمام الدولة الإسلامية بمفهوم التعليم أيضًا لدعم الأقليات المحرومة اجتماعيًا كالأيتام والفقراء ممن قد يتعذر عليهم تحمل مصاريف الدراسة بأنفسهم. وقد أشار ابن هشام إلى نظام الكفالات الحكومية الذي كان معمول به آنذاك حيث تتولى الحكومة مسؤولية تأمين متطلبات هؤلاء المحتاجين أكاديميًا وحياتيًا ضمان استمراريتهم ضمن منظومة العمل العام لاحقا.
باختصار، يجسد الاسلام نظرة شاملة للمسؤوليات اتجاه الطاقات البشرية الناشئة عبر التركيز على الجانبين الروحي والفكري جنباً ل