- صاحب المنشور: حصة بن عزوز
ملخص النقاش:
مع تقدم التكنولوجيا بسرعة فائقة، ظهرت تقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة قوية يمكنها المساهمة بشكل كبير في حل العديد من المشاكل المعاصرة التي نواجهها اليوم. أحد هذه المجالات المهمة هو حماية البيئة وتعزيز الوعي بها. يوفر الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من الفرص لتحسين فهم الجمهور للبيئة، وتشجيع التصرف المستدام، ومراقبة الأثر البيئي للأعمال التجارية والمجتمع بشكل أفضل.
فيما يلي بعض الطرق الرئيسية التي يستطيع الذكاء الاصطناعي تسخيرها لتعزيز الوعي البيئي:
- تحليل البيانات الكبيرة وتحذيرات الإنذار المبكر: يعد جمع البيانات والتحليلات أمراً أساسياً لفهم تأثير البشر على البيئة واتخاذ قرارات مستندة إلى أدلة. يستطيع الذكاء الاصطناعي معالجة كميات كبيرة من البيانات المتعلقة بالطقس، والتلوث، والنظم الإيكولوجية، وتنبؤ بتراجع نوع ما الحيوي أو ارتفاع مستوى البحر قبل حدوثهما حتى. هذا يسمح باتخاذ إجراء مبكر ويحسن الاستعداد لمواجهة المخاطر البيئية المحتملة.
- تطبيقات الهاتف المحمول التعليمية: تم تصميم تطبيق الهاتف المحمول "Speak for the Trees" باستخدام تقنية التعلم الآلي لتسهيل التواصل بين الناس والغابات. بمجرد تشغيل التطبيق أثناء التنزه في الغابة، سيقوم بإصدار أصوات عالية النبرة عندما يقترب المستخدم من نبات نادر مهدد، مما يدعو للمزيد من الحذر واحتراماً أكبر لهذه النباتات. هناك أيضاً تطبيقات أخرى مثل "GreenIQ"، الذي يساعد المستخدمين على التحكم في الري خطوة بخطوة استناداً إلى توقعات الأمطار المحلية وظروف التربة. هذه الأدوات ليست مجرد وسائل للتسلية ولكن أيضًا دعائم لدعم المواقف الصديقة للبيئة لدى جمهور أوسع.
- برمجيات ذكاء اصطناعي تساعد الشركات على خفض انبعاثاتها: تضم شركة IBM Weather Company, قسم خدمات الطقس لديها، برنامج Watson AI، والذي يؤدي دوراً هاماً في مساعدة الشركات على تحديد الوقود الأكثر فعالية استهلاكاً بناءً على حركة مرور السيارات عبر المدن المختلفة وعلى مدار العام بأكمله. وهذا يعني القدرة على اتخاذ قرارات أكثر كفاءة حول استخدام الطاقة وتمكين حملات التسويق ذات التأثير المنخفض على البيئة. كما توفر SoftBank Group اليابانيه الحلول الخاصة برصد الأمن الغذائي والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوجيه الزراعة نحو ارتفاع إنتاجيتها وانخفاض تأثيراتها الضارة على الأرض.
- تصنيف أنواع مختلفة من الصور الرقمية لمسح الحياة البرية ورصد تغير المناخ: قد تكون تكنولوجيا التعرف على الصورة مفيدة أيضاً للحفاظ على الأنواع الفطرية والحياة البرية الأخرى. تقوم شبكة جامعة كامبريدج البحثية Computer Vision Forest Platform™️(CVFP) بتجميع صور الأقمار الصناعية وأجهزة الكمبيوتر الآلية للتمييز بين مختلف أشكال الجداول الموسمية للنباتات والأنهار والجليد البحري. وقد سهلت هذه التقنية دراسة العمليات الطبيعية وحددت مناطق محمية جديدة. علاوة على ذلك، يعمل مشروع Wildbook AI التابع لجامعة هارفارد على إنشاء مكتبات ضخمة من صور الحياة البريه المدربة بواسطة الخوارزميات والتي تسمح بوضع علامات دقيقة لكل فرد ومن ثم تتبع معدلات تكاثر تلك الكائنات واستقرار مجموعاتها.
إن اعتمادنا على القدرات المتزايدة للذكاء الاصطناعي يشكل فرصة مهمة للغاية لاستعادة صحّة النظام البيئي العالمي وإحداث تغيير جذري في طريقة تفكير الإنسان وعيشه.