- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا طفرة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، مما حدا بالدول العربية إلى استثمار مواردها لتبني هذه التقنية وتوظيفها لتحسين مختلف القطاعات. وعلى الرغم من الوعود الواعدة للذكاء الاصطناعي بتغيير المشهد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بالمنطقة، إلا أنه ينبغي علينا مواجهة مجموعة من التحديات التي قد تعيق هذا التحول الرقمي. وفيما يأتي تحليل شامل لهذه التحديات والأفق المحتملة للمستقبل.
**التحديات**:
- نقص البيانات المتاحة والموثوق بها: تفتقر العديد من الدول العربية إلى قواعد بيانات ضخمة ومقسمة بطريقة جيدة يمكن استخدامها لتعلم الآلات وخلق نماذج ذكاء اصطناعى دقيقة ومتخصصة. فمعظم البيانات المتاحة هي محلية، ويوجد نقص كبير بالبيانات متعددة اللغات والمتنوعة الثقافياً والتي تعد ضرورية لدعم تطوير حلول AI قابلة للتطبيق عالميا. إن بناء شبكات بيانات موثوق بها وإمكانية الوصول إليها يشكل تحديًا رئيسيًا أمام تبني واسع النطاق لمشاريع الذكاء الاصطناعي.
- الإطار التشريعي الفيدرالي غير الواضح: يفتقر معظم البلدان بشمال افريقيا والشرق الاوسط الى القوانين المنظمة لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي وما يتعلق بها من مسائل خصوصية وأمان المعلومات. وهذا الوضع يؤدي الى عدم ثقة الأفراد والشركات تجاه تقنيات الذكاء الصناعي، كما يخلق بيئة عمل غير مستقرة للشركات العاملة بهذه المجالات الحيوية مثل التعليم الطبي والصحة الإلكترونية وغيرها الكثير. لذلك فإن وجود تشريع واضح وحماية حقوق المواطنين عبر القانون أمر أساسى لإطلاق العنان للإبداع وتحقيق الاستفادة القصوى من امكانيات هذه الثورة العلمية الحديثة.
- قلة المهارات التقنية والمعرفية ذات الصلة: رغم الزيادة المطردة بإقبال الطلاب العرب على دراسة علوم الحاسوب والرياضيات وبرامج هندسة الكمبيوتر؛ لكن مازالت هناك حاجة ملحة لمزيدٍ من التدريب والتأهيل اللازم لنقل المعرفة العملية التطبيقية العملية حول طرق تصميم واستخدام الذكاء الاصطناعي بكفاءة واقتصاد المجتمع المحلي والعالمي ككل. ومن الضروري أيضًا زيادة التركيز علي نشر ثقافة فهم وفهم جيد لقضايا الأخلاق الأخلاقيه المرتبطة باستخدام تلك الأدوات الجديدة حديثا للحفظ والحفاظ عليها للاستفادة منها بأفضل شكل ممكن مستقبلاً.
- عدم القدرة على تمويل مشروعات مبتكرة رائدة: غالبًا ماتكون تكلفة تطوير وصيانة البنية الأساسية لبرامج الذكاء الاصطناعي مرتفعة جدًا بالنسبة للدول الصغيرة نسبيا مقارنة بحجم اقتصاداتها الكلي أو متوسط دخل سكانها الفردي. ويتطلب الأمر شراكة بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص لجذب رؤوس أموال خارجية وتمكين الشركات الناشئة المحلية من الدخول لساحة المنافسة العالمية.
- ضغوط مجتمعية دينية وثقافية محتملة: تتسم المنطقة العربية بمجموعة متنوعة من الأعراف والقيم الاجتماعية والدينية المختلفة والتي ربما تؤثر بدرجة ما عند اعتماد تقنيات جديدة مثل الروبوتات الذكية وقدرات التعلم الآلي داخل النظام التعليمي والإداري للأعمال التجارية. سنحتاج جميعاً لاتخاذ قرارات مدروسة دبلوماسيا لفهم مدى تأثير هذه التقنيات الجديده على واقع حياة الناس اليومية بالإضافة لما اذا كانت ستساهم بالفعلبتطور مستوى رفاهتهم العامة أم أنها ستنتج عنها آثار جانبية سلبيه عليهم اجتماعيا وعقائدياً.
آفاق المستقبل:
على الرغم من التحديات العديدة أعلاه ،إلا انه يوجد الكثير من الفرص الهائلة لدفع عجلة تقدم الثورة الصناعية رقميا لمنطقة شرق وغرب البحر الأبيض المتوسط أيضا :
- التعاون الدولي: يمكن للعالم العربي الاستفادة من خبرة دول أخرى سبقت خطوات طويلة بخطة التنفيذ والاستراتيجية الخاصة ببرمجيات الذكاء الاصطناعي وشبكات اتصالات الانترنت عالية السرعه مثلاً الصين وكوريا الجنوبية فضلاعن بعض الدول الأوروبية الرائدة مثل المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا.