- صاحب المنشور: سالم التونسي
ملخص النقاش:
تواجه المؤسسات الأكاديمية العالمية تزايد الضغوط للتكيف مع ثورة الذكاء الاصطناعي التي تشهدها التقنيات الحديثة. يفتح هذا التحول الجديد فرصاً كبيرة لتحسين الأداء التعليمي وتسهيل الوصول إلى المعرفة، ولكنّه قد يشكل أيضاً تحديات تحتاج إلى مواجهة حازمة. يتناول هذا المقال أهم جوانب هذه الديناميكية المتغيرة وكيف يمكن للمؤسسات التعليمية استثمار قوة الذكاء الاصطناعي بطريقة فعالة ومستدامة.
**التوجهات الرئيسية لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي**
- التعلم الآلي: يستخدم التعلم الآلي لتخصيص الخطط الدراسية بناءً على نقاط القوة والضعف لدى الطلاب الفرديين، مما يعزز تجربة التعلم ويحسن معدلات الاحتفاظ بالمعلومات. تقوم بعض الجامعات بتطبيق أدوات تتبع تقدم الطالب عبر الإنترنت، حيث توفر توصيات شخصية لمساعدتهم في تحقيق أفضل نتائج ممكنة.
- روبوتات المحادثة: تمثل روبوتات الدردشة الذكية طريقة مجدية لتوفير المساعدة ودعم الطلاب طوال فترة دراستهم، سواء كان ذلك للإجابة على الاستفسارات الأساسية أو تقديم المشورة بشأن اختيار مسار الكاريير المناسب بعد التخرج. تعمل العديد من مؤسسات التعليم العالي حالياً على تطوير نماذج مبنية على اللغة الطبيعية لمحادثاتها الافتراضية، بهدف تزويد المستخدمين بخدمة أكثر دقة وإنسانية.
- التقييم والإشراف المتواصلين: تُتيح تقنيات مثل مراقبة الحضور باستخدام بصمات الوجه، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتتبع جودة عمل الطلبة أثناء الامتحانات الرقمية وغيرها من المهمات، فرصة فريدة لإعادة النظر بكيفية قياس وفهم مستوى فهم محتوى المواد العلمية لديهم. كما تساهم تلك الحلول أيضًا في الحد من الغش الإلكتروني وضمان نزاهة العملية التعليمية برمتها.
- تعليم ذو غمر عالي: طور الباحثون نماذج بيئية افتراضية متعددة الوسائط تعتمد على الواقع المعزز/الافتراضي، والتي تبسط عمليات انتقال الطلاب بين مختلف البيئات التعليمية الوهمية الافتراضية والمختلطة. تسمح حلول الواقع المُعزَّز للطلاب بالتفاعل مباشرة مع محتويات تدريبهم العملي المكثفة داخل فضائه المعيشي الخاص به، بينما يتمكن الآخرون من الانخراط ضمن سيناريوهات افتراضيّة ذات طبيعة ثلاثية الأبعاد للأغراض التدريبية المختلفة مثل إجراء التجارب العلمية أو زيارة المواقع التاريخية الشهيرة حول العالم بدون تكلفة سفر مادية وبأمان مطلق!
بالإضافة لما سبق، فإن الاعتماد الموسّع لأدوات تحليل البيانات والأبحاث المستندة إليها سوف يُحدث تغيرات عميقة ليس فقط فيما يتعلق بأنظمة دعم اتخاذ القرار الإدارية فحسب ولكنه سيغير أيضا أصناف البحث العلمي نفسه وذلك عندما تبدأ عملية توليد معرف جديد غير مسبوق تخضع لقوانين جديدة كليا حاليا تحت مظلة "علوم البيانات" (Data Science). إن فهم واستيعاب these transformations سيكون أمر حيوي لكل منظومة العمل الأكاديمي بأسر