• صاحب المنشور: شفاء الريفي
  
  ملخص النقاش:
  

  يُعَدُّ العصر الحديث عصرًا يُهيمن فيه الثورة الرقمية والتقنية الحديثة على جميع جوانب الحياة. إن هذا الانتشار السريع للتكنولوجيا يفتح أبوابا جديدة نحو التواصل الأوسع وأفاق معرفية غير محدودة لكنها قد تحمل أيضًا تحديات فريدة تستهدف الهوية والثقافة المحلية الفريدة لكل مجتمع. يتطلب الحفاظ على هذه الهويات التقليدية توازن دقيق بين تبني التقنيات الجديدة واستخدامها بطرق تتماشى مع قيمنا وثقافتنا المحلية الأصيلة.

أهمية الثقافة والتراث المحلي:

تتميز كل ثقافة بتاريخ طويل وموروث غني يتضمن معتقداتها وعاداتها وتقاليدها الخاصة التي تشكل هويتها. يعكس هذه الخصوصية تراث فريد من الفن والأدب والموسيقى والمأكولات وغيرها الكثير مما يمكن اعتباره "جيناتها" الخاصة أو روحها المتفردة. يشمل ذلك أيضا اللغة وكيفية تعامل الأفراد فيما بينهم والقوانين الاجتماعية والعائلية وما إلى ذلك. لذلك فإن فقدان جانب واحد مهم منها يعني خسارة جزء حاسم من تاريخ المجتمع وقيمه الأساسية.

التأثير السلبي للرقمنة على الثقافات القديمة:

إن انتشار وسائل الإعلام الرقمية مثل الإنترنت والشبكات الاجتماعية له تأثيرات متعددة. بينما توفر هذه الأدوات طرقًا سهلة للحصول على معلومات مختلفة حول مختلف المواضيع وفي وقت قصير جدًا؛ فهي تقدم كذلك محتوى مسيءًا لبعض الناس وقد يؤدي لاستلاب العديد منهم بعيدا عن قيمهما الأصلية بسبب تعرضهم المستمر للمحتوي الخارجي المدخل عبر الحدود الجغرافية والدينية والفكرية والفلسفية المختلفة والتي بدورها تؤثر عليهم وعلى أفكارهم وسلوكياتهم اليومية.

كيفية تحقيق التوازن:

التعليم والإرشاد:

يتعين علينا تعزيز جيل جديد يفهم قوة الاختيارات الرقمية ويقدر أيضاً جذوره التاريخية. وذلك من خلال تقديم دورات تثقيفيه داخل المدارس والمعاهد التدريبية ومعاهد التعليم الديني بالإضافة لتوفير موارد خارجية للأسر بشأن أهمية فهم طبيعة المحتوى الذي يتم استهلاكه ومتابعة الطريقة المناسبة للاستفادة منه دون الأخلال بالقيم الأخلاقية المستمدة من الدين الإسلامي مثلاً والذي يحذر المؤمنين دائمًا بالحذر ممن يريدون إفساد عقيدتهم وإبعاد شبابه عنها باتباع المنكرات المعاصرة حديثاً كالتطبيقات المخالفة للشريعة الإسلامية في الغالب.

تطوير الحلول الرقمية المساندة للقيم:

يمكن استخدام التكنولوجيا نفسها لمساعدة الشعوب للحفاظ على ثقافاتها وتعزيز روابط مجتمعاتها. فالابتكار في المنتجات الخدمات الترفيهية سوف يساعد في جذب اهتمام أبنائك وبنات نحونا لهذه القطاعات المرتبطة بإرث آبائكم وأجدادكم المعروف لدى قبائلكم منذ قرون طويلة سواء كانت علاقتنا بأرضنا أم علاقات اجتماعية أخرى مُراعية لاسلوب حياتنا ولغاتنا وكذلك تدريس علوم ديننا الحنيف بكل تفاصيله الجميلة المبهرة للعقل البشري عند التعرف عليها لأول مرة والخوف منها بالتبسيط المُتعمد للسبر خلف ستار عميقٍ للغاية!

التشجيع على المشاركة الإلكترونية المشروعة :

تشجع الحكومات والشركات الخاصة دعم مشاريع رقمية تعزز صيانة وجمع مواد تسجيل صوت وصورة فيديوهات خاصة بتراث المناطق المحلية والتاريخ القديم وممارسات واحتفالات شعبية تقليدية تُقام سنوياً ضمن مناطق بلدك الوطن حتى لو لم تكن تعرف ماهيتها حق العلم فعليك البحث اولاً ثم عرض ماوجدته أمام العالم اجمع لإظهار جمال تلك الاعراف البدائية ولا تتخلى ابداً عن رغبتك بمشاركة خبرات ذوقك الخاص تجاه اصل وطنك لان الاصل يبقى دائماً خالدا مهما تغير الزمان وتبدلت الظروف.