تعتبر مسألة الإجهاض قضية حساسة وغالباً ما تكون مثيرة للجدل لأسباب أخلاقية ودينية وصحية. وعلى الرغم من كون الحق في الصحة الجنسية والإنجابية حقاً عالمياً معترف به بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، إلا أنه هناك العديد من الحالات التي تلجأ فيها النساء إلى إجراء عمليات إجهاض منزلي بسبب محدودية الوصول إلى الرعاية الطبية الآمنة والقانونية. ومع ذلك، فإن هذه العملية غالباً ما تحمل مخاطر صحية جسيمة قد تتسبب في مضاعفات تهدد الحياة.
في هذا المقال، سنناقش بعض طرق الإجهاض المنزلي الشائعة وتقييم المخاطر المرتبطة بها بشكل دقيق. يجب التنبيه أولاً بأن هذا الموضوع حساس وعاطفي. نحن نؤكد هنا فقط على الجانب الصحي والأخلاقي، وننصح دائماً بالبحث عن رعاية طبية قانونية وآمنة عند اتخاذ قرار بشأن الحمل.
يمكن تقسيم وسائل الإجهاض المنزلي عادةً إلى ثلاث فئات رئيسية: الأدوية، الأجهزة المنزلية، والعلاجات التقليدية المحلية. كل منها له خصائص فريدة ومخاطر محتملة مرتبطة به.
- استخدام العقاقير: تشير دراسات علمية عديدة إلى فعالية عقارين محددين - mifepristone (RU486) و misoprostol - لإحداث فقدان مبكر للحمل خلال الأسبوع العاشر من الحمل. لكن الاستخدام الخاطئ لهذه الأدوية يمكن أن يؤدي إلى نزيف حاد، التهاب الرحم، وإصابات داخل الجهاز البولي التناسلي. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الجسم لوقت كافٍ للتخلص من الدواء تماماً مما يجعل عملية المتابعة بعد العلاج مهمة جداً لمنع المضاعفات المستقبلية.
- الاجراءات باستخدام الاجهزة المنزلية: تشمل هذه الوسائل استعمال أدوات مثل الأعواد القطنية المصنوعة يدوياً أو شفاطات الفراغ الصغيرة والتي ليست خاضعة لمعايير سلامة الأدوية المعتمدة طبياً. الخطورة تكمن هنا في عدم القدرة على التحكم بدقة في مدخلات الضغط والجرعات المستخدمة في هذه العمليات الصغيرة scale، الأمر الذي قد يتلف الجهاز التناسلي ويسبب العدوى والتسمم الدموي وغيرها من حالات خطيرة.
- المعالجة بالأعشاب والتقاليد الشعبية: لدى معظم الثقافات مجموعة خاصة بها من الوصفات الطبيعية لإحداث الإجهاض، ولكن الكثير منها ليس مدعومة بالأبحاث العلمية ولا تثبت فعاليتها أو حتى سلامتها. الأمثلة الشائعة تشمل عصارة النعنع البري أو بذور اليقطين أو مزيجات عشبية أخرى يتم تناولها عبر الفم. بينما يمكن أن تعمل هذه المواد كموسعات للمعدة وبالتالي تعيق نمو الجنين، إلا أنها قد تؤثر أيضاً سلبًا على وظائف الكلى والكبد وقد تحدث نزيف شديد جدًا إذا تم تناوله بكثرة أكثر من اللازم.
وفي الختام، رغم أهمية الحق في اختيار المرأة لصحتها الجنسية والإنجابية، يبقى البحث عن خدمات صحية آمنة وقانونية هو الخيار الأكثر أمانا وصحة بالنسبة لها وللمستقبل. ينبغي لنا جميعا المساهمة في زيادة الوعي حول حقوق وحماية نساء العالم وكفالة سهولة الحصول على الخدمات الطبية ذات الصلة بكل تأكيد.