• صاحب المنشور: نادية الهاشمي
  
  ملخص النقاش:
  

  في العصر الحديث، يقف العالم على حافة ثورة تقنية غير مسبوقة مع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI). لكن هذا التقدم اللامتناهي قد طرح تساؤلات عميقة حول الحدود الأخلاقية والقانونية. ذكاء اصطناعي عالي المستوى أو ما يعرف بـ "Superintelligence"، الذي يفوق قوة البشر بكثير، يشكل تحديًا أخلاقيًا وجودياً حيث يمكن لأجهزة الكمبيوتر ذات القدرات الفائقة أن تتخذ قرارات لها تأثيرات هائلة على المجتمع الإنساني. هذه القضية ليست مجرد نقاش نظري؛ فالشركات والمختبرات البحثية تعمل حاليا على تطوير نماذج قادرة بالفعل على تعريض الأمور المعقدة مثل حقوق الإنسان والخصوصية للخطر.

من الناحية القانونية، هناك فراغ واضح في التشريع لمواجهة هذه الظواهر الجديدة. معظم القوانين الحالية مكتوبة لتتعامل مع مخاطر مرتبطة بتكنولوجيات أقل تقدمًا بكثير مما هو متوقع الآن. مثلاً، قوانين البيانات الشخصية والحماية البيئية ربما تكون غير كافية للتأكد من عدم سوء استخدام الذكاء الاصطناعي الخارق لهذه المعلومات. بالإضافة إلى ذلك، كيف نضمن العدالة عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ هل سيكون بإمكان الأنظمة التي تعتمد عليها الآلات للحكم التعرف على وتنفيذ الأحكام الأخلاقية بالطريقة نفسها التي تفعلها البشر؟

الأبعاد الأخلاقية كذلك تحتاج إلى النظر بعناية شديدة. إذا أصبح لدى الذكاء الاصطناعي القدرة على خلق حياة جديدة أو تعديل الكائنات الحية بشكل كبير، بالتالي فإن المسائل المتعلقة بأخلاقيات الهندسة الوراثية وأخلاقيات الحياة تبرز بقوة أكبر.

لذا، بينما يستمر العلم والتكنولوجيا في الانطلاق نحو آفاق جديدة، يجب أيضًا أن تستمر المناقشات الجادة والشفافة بشأن التأثيرات المحتملة قصيرة وطويلة المدى لهذه التقنيات المذهلة. ومن الضروري وضع سياسة شاملة ومستدامة تضمن الاستخدام المسؤول والمعقول للذكاء الاصطناعي لمنع أي ضرر محتمل وتفادي الصراعات المحتملة بين الرغبة في تحقيق تقدم علمي وإنساني وبين المخاوف العملية والعلم الطويل الأجل للأجيال المقبلة.