الحمد لله، موضوع العمل لدى غير المسلمين، خاصةً عندما تكون أغلبية الشركة مسيحية، قد يثير العديد من التساؤلات حول مدى مشروعية هذه الوظائف والحكم الشرعي المرتبط بها. بناءً على توجيهات علماء الدين المعروفين مثل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، إليك دليل واضح ومتكامل لمساعدتك في التعامل مع هذه القضية بشكل صحيح.
على الرغم مما ذكر سابقاً، يُمكن للمسلمين قبول الأعمال التي يقومون بها نيابة عن غير المسلمين طالما كانت تلك الأعمال مباحة وفق الشريعة الإسلامية. وهذا يعني أنه يمكنك القيام بأنواع مختلفة من العمل حيث يقوم الآخرون بمهام أخرى متعارضة مع معتقداتهم الدينية. بيد أن الشيء الأكثر أهمية هنا هو تجنب أي نشاط محرم وقد نهانا عنه الدين الإسلامي. لذلك يجب الامتناع عن الانشغال بأعمال مثل صنع الخمر أو رعْيِ خنازير مثلاً عندما يتم توظيفك كمستأجر.
ومن الأمور المهمة أيضًا الاحتفاظ بتعاليم وشرائع الإسلام الخاصة بك حتى خلال ساعات العمل. تتضمن هذه التعليمات كيفية إقامة العلاقات الاجتماعية، سواء أكانت سلام أم تعازٍ أو تهاني إلخ.... إلخ... بالإضافة إلى ضرورة عدم مشاركة الكفار في مراسيمهم الدينية مثل الاحتفالات والمآتم واحتفالات الأعراس التي تخالف عقيدة المؤمن الحق.
وفي حال زيادة مخاطر التأثر بما يعرضه زملائك المسيحيون بشأن ثقافتهم وانخراطك بطريقة أكبر مما وصفته بالسماع السلبي لشروحات تفصيلية لعادات وتقاليد كنيستهم لمدة طويلة جداً كل يوم أثناء تواجدك هناك.. فالواقع أن الأمر يستحق التفكير مرة أخرى بشأن تغيير مكان عملك بحثاً عن بيئات مهنية أقل عرضة لتلك النوعيات الثقافية الغريبة والتي تهدد مصداقيتك الشخصية والدينية لتطبيق كافة قواعد التشريع المطابقة للقانون الإلهي الإرشادي للأمة جمعياً بالإمساك بحبل رب العالمين وعدم الابتعاد عنه تحت جنح الظلمات أبداً بفضل هدى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ومن سار على هدي هذان المصدران الثمينان هما خير طريق لاستقامة حياة المرء وخيره ونجاته فى الدنيا والأخرى بإذن بارئ الأرض والسموات ذو الجلال والإكرام.
