- صاحب المنشور: دليلة بن زكري
ملخص النقاش:
التقدم التكنولوجي المتسارع الذي شهدته السنوات الأخيرة قد فتح آفاقًا جديدة لقطاع التربية والتعليم. يأتي الذكاء الاصطناعي كأحد أكثر هذه التقنيات تألقاً وانتشاراً، حيث يظهر بإمكانيات هائلة لتحسين العملية التعليمية وتسهيلها. وعلى الرغم من ذلك، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في البيئة التعليمية ليس خالياً من التحديات. هذا المقال يستعرض بعض أهم هذه التحديات وكيف يمكن التعامل معها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم.
التحدي الأول - الخصوصية والأمان البيانات
إحدى القضايا الرئيسية التي تواجه المدراء والمؤسسات التعليمية عند تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي هي حماية بيانات الطلاب وأمنها. تعتمد حلول الذكاء الاصطناعي غالبًا على جمع وتحليل كمية هائلة من المعلومات حول أداء الطلاب وعاداتهم الدراسية. مع تزايد انتشار مخاوف الخصوصية الرقمية، يشعر العديد من الآباء والمعلمين بالقلق بشأن استخدام هذه البيانات للأغراض غير المرغوبة أو حتى الخطرة. لتجاوز هذه العقبة، يجب التأكد من سياسات واضحة ومفصلة لحماية البيانات تتوافق مع الأنظمة المحلية والدولية المعنية بحفظ خصوصية الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، يتعين تطوير بروتوكولات قوية للتشفير لحماية البيانات أثناء النقل والتخزين. كما ينبغي تعزيز التدريب والإرشاد للمدرسين وإداريين المدارس لفهم كيفية التعامل بأمان مع البيانات الشخصية للطلاب عند العمل بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
التحدي الثاني - التحيز في الخوارزميات
يشكل التحيز داخل خوارزميات الذكاء الاصطناعي تهديدا مستمرا جديراً بالملاحظة خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأخلاقية والثقافية ذات البعد العميق في المجتمعات المختلفة حول العالم. فعندما يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعات بيانات متحيزة، فقد تؤدي إلى ظهور نتائج أحادية الجانب وغير عادلة تفشل في تمثيل مجموعة واسعة ومتنوعة من الأشخاص ضمن بيئات التعليم. وقد يؤثر هذا بشدة على فرص الوصول المتساوي لأشكال مختلفة من الدعم اللغوي والثقافي الذي قد تحتاج إليه فئات سكانية محددة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأطفال الناطقين بلغات أخرى غير اللغة الرسمية للدولة المستضيفة لمشروع التطبيق. لذلك، يعد فهم واستيعاب مدى شموليتها وقدرتها على التعاطف مع الفروقات الثقافية والحساسيات الاجتماعية أحد الأسس الأساسية لوضع منهج واضح وآمن لبناء وتوزيع نماذج الذكاء الاصطناعي داخل المجالات الأكاديمية وصناعة التعليم مما يساهم بصورة أكبر نحو خلق تجارب رقمية شاملة وخالية من التحيزات.
التحدي الثالث - التكاليف والاستدامة المالية
بالرغم من امتلاك الذكاء الاصطناعي القدرة على تحويل مسار النظام التعليمي بطريقة جذريّة ورسمية، إلا أنه لا يخلو أيضاً من الإنفاق الكبير وطرق تمويل مضمونة لاستمراريته سابقاً وبعد الإطلاق العملي له. إنّ تكلفة شراء ونشر وإنشاء نظام دعم رقمي متكامل مبنيٌ أساسًا على خوارزميات الذكاء الاصطناعي ليست زهيدة ولا قليلة الثمن مقارنة بخيارات أخرى أقل تقدمًا ولكن أقل تكلفة أيضًا والتي يمكن اعتمادها بنفس نطاق الانتشار الواسع بين مختلف المؤسسات الحكومية والشركات الخاصّة العاملة بمجال المساندة الإلكترونية. وبالتالي، يقع على عاتق الجهات المالكة والفنيين المشرفين عليها تحديد أفضل طريقة للاستثمار الأمثل لهذه الموارد البشرية وهيكله معيار موحّد للتقييم الموضوعي لإنجازات تلك المنصة الحديثة