• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  

  مع تزايد تواجد تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، أصبح تأثيرها المحتمل على سوق العمل موضوعًا مثيرًا للنقاش. يهدف هذا التحليل إلى استيعاب التأثيرات الجذرية التي قد تحدث بسبب هذه التكنولوجيا الناشئة، حيث ستغير طريقة أدائنا للأعمال والمهارات المطلوبة لمستقبل الأيدي العاملة.

تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي والتعلم العميق والملاحظة البصرية على مساعدة الشركات على زيادة الإنتاجية وتحسين العمليات التشغيلية. يمكن لهذه التقنيات إجراء مهام متكررة بأكثر دقة وأسرع بكثير مقارنة بالإنسان، مما يؤدي إلى تخفيض كبير في تكاليف اليد العاملة. فمثلاً، يمكن للتطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي الآن القيام بمهام مثل الرعاية الصحية الأولية، ومراقبة المصانع، وعرض المنتجات ذات الصلة عبر الإنترنت بناءً على سجله التسوقي للمستخدمين.

لكن هل يعني ذلك نهاية وجود العديد من الوظائف؟ ليس بالضرورة. على الرغم من احتمال فقد بعض الأعمال نتيجة لتبني الذكاء الاصطناعي، إلا أنه سيولد أيضًا فرص عمل جديدة تتطلب مهارات مختلفة تمامًا ولا تستطيع الروبوتات الاستحواذ عليها. كما ذكر جون هانكيوك تشوي، خبير اقتصادي بارز، "إن الخوف الأساسي يكمن عند عدم فهم كيفية تغيير الطريقة التي ندير بها أعمالنا وليس انعدام الحاجة إليها."

تظهر الدراسات الحديثة أن معظم التغيرات المتوقعة في سوق العمل ستكون مرتبطة بتغيير طبيعة المهارات اللازمة لمختلف الأدوار. سيحتاج الأشخاص الذين يعملون حاليًا ضمن مجالات مهددة بالتكنولوجيا الجديدة كالتمويل أو الخدمات اللوجستية أو الطباعة إلى تعلم تطوير البرمجيات وإدارة البيانات وحلول الدعم الفني للحفاظ على قدرتهم التنافسية. وهذا يتماشى مع وجهة النظر التي أكدها خبراء العالم الاقتصادي نوآم تشومسكي بقوله: "التحول نحو عالم أكثر رقمنة يستلزم إعادة توجيه تعليمنا ليتوافق مع احتياجات السوق الأذكى والذكيه".

بالإضافة لذلك، فإن دور الإنسان كفنان حاسوبي وصاحب أفكار مبتكرة سيرغب فيه أي نظام قائم على ذكاء اصطناعي باعتباره قيمة مضافة لا يمكن ترجمتها رقمياً. لذا لن ينتهي الأمر بأن البشر خارج المناظر الطبيعية العملية وإنما سينتقلون لأدوار متنوعة وخلاقة بعيدة المدى.

بشكل عام، يعطي هذا التحليل صورة شاملة حول كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على مشهد وظائف مستقبلي، سواء بإحداث تغييرات جوهرية أم خلق تحديات تحتاج للإعداد والتكيف لها بطرق غير تقليدية.