المعرفة ليست وحياً ....
١- الثقافة والمعرفة والتعلم لا تحصل للفرد بين ليلة وضحاها، بل عملية تراكمية طويلة و مستمرة.
لا أنسى وانا فتى قول لعلي الطنطاوي في برنامجه نور على الدرب: "منذ شبابي وانا اقرأ ٥٠ -٨٠ صفحة يومياً"، او كما قال ( وكان عمره وقتها فوق ٦٠س) وعمري ١٢س.
٢- فالعلم والتأليف في مجال التخصص لا يأتي فجأة أو خبط عشواء بل تدريجياً.
فمن يؤلف مقالة واحدة يراجع عادة ٣٠-٥٠ مقالة ليكتب واحدة، وقد يكون قد قرأ قبلها مرجعاً من ٢٠٠٠ صفحة على الاقل، و دورية علمية او اكثر من ٢٠٠ ص شهرياً في مجاله، هذا الحد الأدنى اما الاعلى فلا سقف له.
٣- ما يتم تناقله مؤخرا عن ملتقيات تسلق فيها أبحاث للطلبة سلق البيض لا اعرف من أبتدعها، وفي أي ميكرووايف تتم؟!، وكيف؟! ولماذا؟!، بل وصلت بِنَا المهزلة الى أن طلبة لم يحصلوا على درجة علمية يراجعون أبحاثاً لطلبة من أقرانهم وينشرونها في مجلات مفترسة ترعى الهراء من اجل المال..
٤- ولم يعد سراً أن بعض أساتذة الجامعات ينشرون أكثر من مقالة أسبوعياً لسنوات بدون أن نعرف كيف تتم لهم هذه الكرامات؟!، وهو ما يستحق التأمل العميق والتحقق، خاصة وان بعض زملاءهم تحت نفس الظروف لا يستطيع أحدهم انتاج ربع ما أنتجه زميله "المعجزة" في سنة طيلة حياته العلمية، فأين الحقيقة؟
٥- البحث العلمي الأصيل يحتاج الى استعدادات وإمكانات عند الباحث ووقت ومال كافيين وخبرات وفرق علمية، ومصابرة ومتابعة، وهذا التباين الصارخ والفوضى العلمية ليسا في صالح العلم وطلابه، وترك الحبل لكل من كانت له حيلة ليحتال ليست في صالح أحد اليوم وغداً، والحر تكفيه الإشارة، وسامحونا ?