- صاحب المنشور: نعيم المقراني
ملخص النقاش:
في ظل التطورات الحديثة والتكنولوجيات المتلاحقة التي تشهدها الحياة المعاصرة، يواجه المجتمع المسلم تحديات ومعضلات تحتاج إلى حلول متكاملة تراعي الفردانية الإسلامية والقيم الأخلاقية. أحد أهم هذه الجوانب هو التعليم، حيث يلعب دوراً حاسماً في تشكيل شخصية الأفراد وتوجيههم نحو مسارات حياتية متينة ومستدامة. يناقش هذا المقال دور الإسلام في تعزيز التعليم كأداة لبناء شخصيات ملتزمة دينيًا وأخلاقيًا توازن بين تلبية احتياجات العصر ومتطلبات الدين الحنيف.
الأصل الشرعي لاحترام العلم والمعرفة
يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية على عظم شأن العلم واحترام المعرفة منذ القدم. يقول الله تعالى في سورة البقرة الآية الأولى: "
تعزيز القيم والأخلاق ضمن المناهج الدراسية
تنظر المنظومة التربوية الإسلامية إلى العملية التعليمية ليس فقط كمجرد نقل معلومات وإنما أيضًا كنظام لتكوين شخصية كاملة تتمتع بالقيم والمبادئ الطيبة. لذا يُولي الدعاة والمصلحون اهتمامًا كبيرًا بتخصيص مواد دراسية تهتم ببناء الوعي الروحي والديني لدى الأجيال الناشئة وتعزز لديهم حب التقوى والإخلاص لله عز وجل. بالإضافة إلى ذلك، تسعى المؤسسات التعليمية إلى تضمين مواضيع تطوير الذات وإعداد الشباب للمسؤولية الاجتماعية وخلق شعور منهم بالمسؤولية تجاه مجتمعاتهم المحلية والعالم بصورة عامة.
الاستثمار الأمثل لقدرات المرأة والرجال معًا
يتمتع الرجال والنساء بنسب متفاوتة من القدرات وقد تم تكليف كل جماعة بمهام مختلفة حسب طبيعتها البيولوجية والاجتماعية. لكن يبقى هدف الشريعة الإسلامية واحد وهو تحقيق الإنماء المتكامل لكل فرد وفق إمكاناته الخاصة. لذلك، يستند نظامنا التربوي المسلم على دعم مشاركة النساء جنبا إلى جنب مع الرجل في مختلف المجالات الأكاديمية والعملية. وهذا يساهم في بناء مجتمع متنوع ومتنوع مهنيًا وعاطفيًا يؤدي دوره الكامل في نشر الخير والخلفية الثقافية المستمدة مما جاء به الإسلام.
الابتكار والتطور عبر منظور إسلامي
يحرص النظام التعليمي الاسلامي دائمًا على مواكبة آخر مستجدات العلوم والتكنولوجيا العالمية بينما يحافظ على خصوصية الهوية الثقافية والشرعية للمجتمعات المؤمنة. يعمل الخبراء والمهندسون المسلمون بكل جد واجتهاد لتحقيق تقدم حضاري فريد يعكس هويتهم الخاصة ومبادئه السامية للحفاظ على رسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-. ومن خلال الجمع بين أفضل ما توصل إليه العلم الحديث وأصول العقيدة الأصيلة يمكن للأمة العربية والإسلامية النهوض مجددًا وبناء نهضة شاملة قائمة علي أساس راسخ من مفاهيم الحق والخير والنبل الإنساني الإنساني الذي غرسه الإسلام وفقه أتباعه طوال التاريخ.