مع ظهور الحاجة المتزايدة للانسولين كعلاج أساسي لملايين الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، يزداد البحث عن طرق جديدة ومبتكرة لإنتاج هذا الهرمون الحيوي بالكميات اللازمة والأمان العالي. بين هذه الخيارات الناشئة يأتي استخدام تقنيات الهندسة الوراثية لتسخير القدرات الطبيعية لبكتيريا معينة مثل ايكولي كولاي (Escherichia coli).
هذه العملية المعقدة لكنها فعالة تتضمن عدة خطوات رئيسية. أولاً يتم تحديد الجينات المسؤولة عن إنتاج الإنسولين داخل خلايا الجسم البشري وتجميعها ضمن "مستنسخ"، وهو عبارة عن قطعة صغيرة من الحمض النووي تحمل تلك الجينات. بعد ذلك، تتم زراعة المستنسخ داخل بكتيريا مثل إي. كولاي التي تمت تعديلها جينياً لتصبح قادرة على القراءة والتعبير عن الجينات الغريبة.
بمجرد تعبير البكتيريا عن البروتين البشري للإنسولين، يمكن تنقيته واستخلاصه باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات البيولوجية. ومن الجدير بالذكر أنه حتى وإن بدأت عملية التعامل مع مواد حيوية غير بشرية، إلا أنها تحافظ على بنيتها الأصلية وبالتالي فعاليتها عندما تُعطى للمريض.
ومع ذلك، فإن الطريق نحو تحقيق تكافل مثالي بين البشر والبكتيريا ليس سهلاً دائماً. هناك تحديات كبيرة مرتبطة بتأمين سلامة المنتج النهائي وأمانه بالنسبة للمستقبلين. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراعاة الجانب الأخلاقي المرتبط باستخدام الكائنات الدقيقة للحصول على منتجات طبية مهمة.
بشكل عام، رغم التحديات العديدة، يبدو أن استغلال قدرة البكتيريا على تصنيع الإنسولين يعد خيارا واعدا للغاية لما يحمله من إمكانات لتحقيق الاستدامة والإنتاج بكفاءة عالية لهذه المادة الطبية الحرجة.