- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:لم يكن ثورات الربيع العربي مجرد تحركات اجتماعية وزعزعة سياسية؛ بل كانت أيضاً دعوات لفتح آفاق جديدة نحو الحكم الديمقراطي. رغم التقدم الذي أحرزته بعض الدول مثل تونس ومصر في هذا المسار، إلا أنها تواجه الآن تياراً متعاكساً يتحدى مصداقيتها وتماسكها السياسي واجتماعيها. تُظهر الحالة الحالية عدم قدرة العديد من الأنظمة الجديدة على التعامل مع القضايا المحلية الملحة وإدارة الانتقال السلس إلى ديمقراطية مستقرة.
تتعدد العوائق التي تعترض طريق تحقيق الديمقراطية المستدامة بعد الثورة. الأول هو الاستقطاب السياسي بين الأحزاب المختلفة، مما يؤدي غالباً إلى حالة جمود تشريعي وعدم القدرة على بناء قوانين واستراتيجيات مشتركة. إن الخلاف حول الحقوق الشخصية والقوانين الاجتماعية يزيد من عمق الانقسامات ويضعف فرص العمل الجماعي اللازمة لبناء مؤسسات قوية.
التحدي الاقتصادي
بالإضافة لذلك، فإن الضغوط الاقتصادية تمثل عاملا حاسماً في نجاح أو فشل العملية السياسية. فالفقر وظروف المعيشة الصعبة قد تدفع الأفراد والمجموعات لتأييد سياسيين يتوعدون بالإصلاح لكنهم يستخدمون هذه الوعود لتحقيق مكاسب شخصية أو جماعية ضيقة.
تأثير الخارج
كما أثرت السياسات الخارجية للمجتمع الدولي وأطراف أخرى ذات تأثير كبير كتركيا وقطر والإمارات والسعودية بقوة على مسارات تلك البلدان. فقد جرّدت المواقف المتغيرة لهذه الدول دعمها لصالح طرف معين أو عارضته حسب المصالح الخاصة والتنافس الإقليمي دون النظر بعين الاعتبار لحالة البلد الأم والأثر السلبي الواضح لهذا التدخل على استقرار المجتمع المدني وبناء دولة قانون。