جائزة نوبل للسلام: بين الاعتراف بالإنجازات والتضارب الأخلاقي المحتمل

تُعدّ جائزة نوبل واحدة من أكثر الجوائز شهرة ومرموقة حول العالم، حيث تأسست عام ١٨٩٥ تخليدًا لذكرى ألفرد نوبل. تُمنح جوائز نوبل سنوياً للاعتراف بالانجاز

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    تُعدّ جائزة نوبل واحدة من أكثر الجوائز شهرة ومرموقة حول العالم، حيث تأسست عام ١٨٩٥ تخليدًا لذكرى ألفرد نوبل. تُمنح جوائز نوبل سنوياً للاعتراف بالانجازات البارزة في مجالات علمية وفكرية مختلفة مثل الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد والأدب؛ ولكن الأكثر بروزاً هي جائزة السلام التي تعتبر تمجيدًا للمواقف المؤثرة والمعارضين الناشطين الذين يعملون بلا كلل لتحقيق عالم أكثر سلاما وأمانا. منذ تأسيس هذه الجائزة حتى اليوم، كان هناك الكثير من الأصوات المتناقضة حيال بعض الفائزين بها بسبب عدم اتساقهم مع المُثل العليا التي تدعو لها المنظمة العاملة على منحها، وهي مؤسسة نوبل الخيرية الآمنة.

في السنوات الأخيرة، أثارت عدة حالات جدلاً واسعاً بشأن منح الجائزة لأفراد أو دول لم يعرب عنها المجتمع الدولي ككل تأييده الكامل أو توافقته المطلق عليها. أحد الأمثلة الواضحة هو حالة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي فاز بجائزة نوبل للسلام قبل سنوات قليلة فقط من دخوله البيت الأبيض - وهو قرار يبدو غامضا بالنظر إلى أنه في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة متورطة عميقاً بمختلف الحروب والصراعات عبر العالم. ربما تكون لجنة نوبل قد رأت فيه شخصا يحمل طاقات هائلة لإحداث تغييرات دراماتيكية نحو تحقيق الأمن والاستقرار العالميين. لكن هذا الرأي لم يكن موضع قبول الجميع داخل وخارج أمريكا نفسها.

مثال آخر مثير للجدل حدث مؤخراً حين حصل رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي على نفس التكريم بعد نجاح جهوده الرامية لتحسين العلاقات الدبلوماسية مع باكستان وجاراتهما الأخرى. رغم كون هذه الخطوة ذات أهميتها القصوى بالنسبة للاستقرار الإقليمي والعلاقات الثنائية؛ فقد تعرض القرار للنقد القوي نظرًا لتاريخ الحكومة الحالية بممارساتها المعادية للأقليات وعدم احترام حقوق الإنسان الأساسية لهم خاصة المسلمين منهم وهندوس الشيعة المحليون أيضاً! ويعتبر البعض أنها رسالة خاطئة تماما لما يفترض به العمل من أجل تعزيز قيم السلام واحترام تنوع الثقافات والحفاظ عليه بشكل فعال ضمن مجتمع تعددي ومتنوع كالذي تعيشه جنوب آسيا تحديدًا وبقية بقاع الأرض عامةً.

إن الاختيارات المرتبطة بتوزيع "نوبل" ليست بالأمر الهيّن أبداً إذ تتطلب مراعاة حساسة للأبعاد السياسية والثقافية والمؤسسية كافة وعلى مدى زمني مطول مما يشير بحتمية حدوث اختلافات واراء متفاوتة لدى مختلف فئات الجمهور المهتم بهذا الموضوع العالمي الشائك والذي يتعلق بمفهوم "السلام". ومن هنا يمكن إدراك ماهية المعركة المستمرة والتي تشهد تنافسا مستمرا بين محبي التعاطف الإنساني والسعي الدائب للحصول عل قدر أكبر من العدالة مقارنة بالمصلحية الضيقة للدولة الوطنية وغيرها ممن يسهدفون مصالح قصيرة النظر بعيدة المدى عن هدف تحقيق الانسان لدوره الطبيعي داخل منظومة أفكار وآمال مشتركة تسعى لبناء علاقات آمنة مستقرة دائمة الخلود وليس مجرد فترة انتقالية مدتها أقل بكثير مما سبقا وتلاه لاحقا خلال عمر البشرية الطويل جدًا. إن بحثنا المستمر حول أفضل طرق اختيار شخصية مناسبة لاستحقاق تلك الترشيحات سيظل تحديًا دائمًا لفترة طويلة قادمة نظرًا لتزايد تأثير عوامل خارجية جديدة داخليا وخارجيا تفوق نتائج أي دراسة حاليه حالياً وفي وقت كتابة هذ الجزء الخاص بالتقرير الحالي نفسه وستكون كذلك بكل تأكيد أثناء مراحل تطبيق رقمي لهذا البحث العلمي الغائي فيما بعد بإذن الله تعالى وعونه جل شأنه.


زهور الغنوشي

16 مدونة المشاركات

التعليقات