- صاحب المنشور: رضوان البناني
ملخص النقاش:
إن العلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية هي علاقة مترابطة ومتبادلة التأثير. يوفر الغذاء الطاقة اللازمة لأجسامنا ولكنه أيضًا يساهم بشكل مباشر في حالة الدماغ والعواطف. دراسات عديدة أكدت على الفوائد الصحية للنظام الغذائي المتوازن والمتنوع الذي يشمل مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن والألياف التي تعتبر ضرورية لتعزيز الوظائف الإدراكية والإدارة الجيدة للعواطف والاستقرار النفسي العام.
في هذا السياق، تشير الأبحاث إلى أن نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية مختلفة. على سبيل المثال، يُعتقد بأن الافتقار إلى الأحماض الدهنية أوميجا-3 يمكن أن يتسبب في زيادة خطر الاكتئاب وتشنجات القلق. كما تم ربط انخفاض مستويات الحديد بسوء الحالة المزاجية والتعب البدني، وهو ما يعرف بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد والذي يمكن أن يؤثر بشدة على القدرات المعرفية والشعور بالراحة العامة.
بالإضافة لذلك، تلعب البروبيوتيك - وهي بكتريا مفيدة موجودة في منتجات مثل الزبادي والكفير والخضراوات المخمرة – دوراً مهماً في تنظيم توازن الجهاز الهضمي ومستوى هرمون السيروتونين المعروف باسم "هرمون السعادة". كما أنه يوجد ارتباط قوي بين تناول الكربوهيدرات المركبة كالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات وبين تحسين الشعور بالسعادة وتحسين النوم وتعزيز الوضوح العقلي.
من ناحية أخرى، فإن تناول الكثير من الأطعمة المصنّعة والسكرية والمالحة قد يتعارض مع التوازن البيولوجي الداخلي للجسم ويؤدي إلى ارتفاع معدلات الضغط النفسي والقلق. حيث تساهم هذه الأنواع الغذائية في إنتاج رد فعل الانفعال أو الاستجابة للتهديد داخل الجسم، مما يؤدي غالبًا إلى تفاقم مشاعر التوتر وعدم الراحة.
لذلك، عند النظر في أهمية الغذاء الصحي فيما يتعلق بصحتنا النفسية، فإنه ينصح باتباع نظام غذائي متوازن يركز على الخضر والبقوليات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم وكذلك المكملات الغذائية إذا كان ذلك مطلوباً بناءً على المشورة الطبية. بالإضافة لذلك، فإن اتباع نمط حياة نشيط يساعد أيضاً في تحقيق الصحة الجسدية والنفسية المثلى. وفي نهاية المطاف، تعدance بين الطعام وصحتك الداخلية جزء حيوي من الرعاية الذاتية الشاملة والتي تستحق الاعتبار والدعم المستمر.