- صاحب المنشور: بكري الحنفي
ملخص النقاش:
تواجه الأجيال الطموحة اليوم تحديات تعليمية متزايدة بسبب النظام الكلاسيكي الذي يبدو أنه فشل في مواكبة المتطلبات الحديثة. تُظهر التحولات الرقمية والتكنولوجية المستمرة التباعد بين الأدوات التي يمتلكها طلابنا والأدوات التي يستخدمها العالم الخارجي. هذا الفجوة تحتاج إلى مزيد من الاهتمام لضمان الاستعداد الأمثل لهذه الجيل لسوق العمل العالمي المتغير بسرعة. إن إعادة النظر في منهجيات التدريس والتركيز على المهارات الأساسية مثل حل المشكلات الإبداعية، التواصل الفعال، والقدرة على التكيف ضروري لتحقيق مجتمع أكثر نجاحاً واستدامة. كما يعد دمج تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين بطريقة معرفية داخل الفصل هو خطوة حاسمة نحو تلبية هذه الاحتياجات المتغيرة باستمرار. لن نتمكّن أبداً من تحقيق هدف تطوير جيل قادر حقاً على الصمود وتحويل عالمهم إلا إذا وجّهنا جهودنا بجدية نحو تجديد طرق تدريب الشباب وتعليمهم.
التركيز الأول: استيعاب العصر الرقمي الجديد
إن أداء المؤسسات الأكاديمية حالياً يتوقف عادة عند حدود المعرفة المكتسبة عبر الدراسة الدورية التقليدية والتي غالبًا ما تكون غير ذات صلة بحياة الواقع العملية للمتعلمين بعد انتهاء دراستهم الجامعية مباشرة؛ حيث تغيب العديد من الخبرات العملية والحرف المهمة الضرورية لمواجهة سوق عمل تنافسي ومتطور بنشاط مستمر. ومن ثم ينتج عن ذلك عدم قدرتهم على فهم كيفية تطبيق مهاراتهم الجديدة بكفاءة ضمن بيئة حقيقية وفي ظروف مختلفة تماما عمّا واجهته أثناء فترة تلقي المعلومات الموجودة بسجل الدرجات الأكاديمية الخاص بهم سابقاً - الأمر المؤسف هنا بأنه يمكن اعتبار ذلك كنوعٍ من "التعليم للفحص"، والذي يعزز حفظ المعلومة وليس القدرة عليها وإنما يشجع ذاكرة مؤقتة قد تتلاشى بمجرد الانتهاء مما يسمى امتحانات نهاية العام الدراسي الحالي! وبالتالي فإن المدارس والمعاهد الخاصة بالتوجيه المهني، بالإضافة لكل أنواع المنظمات الأخرى لدعم دمج الجانبين العملي والنظرية باتجاه معايير معاصرة جديدة وتوفر فرص بناء شبكات للتواصل الاجتماعي مفيدة فيما بعد للحصول على فرص عمل مناسبة أمورٌ جديرة بالإهتمام والإلحاح خاصة لدى الباحثين عن وظائف محتملة حديثو التخرج حديثي الشهادات العلمية المختلفة ولكل المساعي لتطوير الذات ومجاراة عصر الذكاء الاصطناعي وآفاقه الواسعة ذات التأثير الكبير المحتمل ليس فقط للسوق المحلية بل العالمية أيضاً!
...