في عالم الطب والعلوم الطبية، يعد اكتشاف الإنسولين أحد أهم اللحظات التي غيرت مسار تاريخ الصحة البشرية. هذا الاكتشاف الرائد يعود الفضل فيه جزئيًا إلى الدكتورة فريدريك غريغور بانتينج، وهو طبيب كندي ذو بصمة بارزة في مجال الطب الداخلي وعلم الغدد الصماء. لكن رحلة اكتشاف الإنسولين كانت رحلة مشتركه مع البروفسير تشاستن ايميت بيكر، الطبيب الأمريكي الشهير والمخترع الرئيسي للمركبات المصممة لتدمج الجزيء المضاد للسكري حديث الولادة.

في عام 1921، أثناء العمل في جامعة تورنتو في كندا، بدأ دكتور بانتينج ابحاثاً حول مرض السكري بعد ان لاحظ تأثير مستخلص البنكرياس الحيواني على خفض مستوى سكر الدم لدى حيوانات التجربة. ومع ذلك، لم يكن يستطيع تحضير هذه المستخلص بطريقة موثوق بها وفعالة تجاريًّا حتى تعاون مع بروفسير بيكر والذي كان يعمل كأستاذ مشارك لعلم الأحياء الكيميائية.

كان عمل فريق البحث متعاون بشكل وثيق تحت إشراف رئيس قسم علم وظائف الأعضاء الدكتور جون ماكلهيد، مما أدى الى تطوير طريقة جديدة لتحضيرInsulin Extract - الاسم الذي اختاره الدكتور بيتر كوليسون للإصدار الأول من الانسولين المعدل كمياً. تم تسجيل البراءة البريطانية الأولى لهذه العملية الجديدة في الثامن عشر من مايو لعام ١٩٢٢ وتم نشر أول دليل سريري لها في يوليو من نفس العام ضمن مجلة "The Lancet".

تم تقديم الإنسولين لأول مرة إلى المرضى الذين كانوا يعانون بشدة من مضاعفات السكري مثل فقدان الوزن الشديد واضطرابات الرؤية والتعب المزمن وغيرها الكثير. ومن هنا بدأت حقبة جديدة من العلاج الناجع والأقل ضرراً بكثير مقارنة بالحلول القديمة القائمة على نظام غذائي قاسي جداً وحصر استهلاك الكربوهيدرات وبروتينات الحليب فقط.

بحلول نهاية العقد الثاني من القرن الماضي، أصبح الانسولين متاحاً للاستخدام العالمي وأصبح جزء أساسي ومتكامل من روتين علاج الأمراض المرتبطة بانخفاض نسبة هرمون الأنسولين النشط في الدم والتي تعرف الآن باسم النوع الاول والثاني للسُّكري. وقد نال كلٌَّ مِنْ پانتنگ وَبيكَر جائزة نوبل للطب سنة ۱۹۲۳ تقديرا لاعمالاهم الريادية فى هذا المجال العلمی الخطیر .إن فضلهم حقيقي وفيه خلود عبر التاريخ وسجل دائم لكل مبتكر ومستكشف مخلص هدفه خدمة المجتمع والإنسانية جمعاء .