عنوان المقال: "التوازن بين التعليم التقليدي والتعليم الرقمي"

في عصرنا الحالي، شهدت المنظومة التعليمية تحوله هائلاً مع ظهور وانتشار التكنولوجيا وأدوات التعلم الإلكتروني. وقد أدى ذلك إلى نقاش حيوي حول أهمية الت

  • صاحب المنشور: بشرى الزوبيري

    ملخص النقاش:

    في عصرنا الحالي، شهدت المنظومة التعليمية تحوله هائلاً مع ظهور وانتشار التكنولوجيا وأدوات التعلم الإلكتروني. وقد أدى ذلك إلى نقاش حيوي حول أهمية التوازن بين التعليم التقليدي والتعليم الرقمي. يعتبر التعليم التقليدي، والذي يُعرف أيضًا بالتعليم الوجاهي، أساسًا ثابتًا للأنظمة الأكاديمية منذ قرون بسبب تفاعله وجه لوجه وتشجيعه على التحاور والتواصل المجتمعي. فيه يستطيع الطلاب التواصل مباشرة مع المعلمين ومشاركة زملائهم الأفكار بطريقة تعزز الفهم العميق والمناقشة البرغماتية للموضوعات الدراسية. ولكن، كما أثبتت الأحداث الأخيرة عبر جائحة كوفيد-19، يمكن للتعليم الرقمي أن يساهم بنفسه بشكل كبير. فهو يسمح بحصول الطلبة على الدروس والدعم خارج ساعات الحصص التقليدية، ويوسع نطاق الوصول إلى المواد التعليمية المتنوعة والأستاذة المحترفة بغض النظر عن موقعها الجغرافي.

من المهم التأكيد هنا أنه ليس هناك تنافس حاد بين هذين النوعين من التعليم بل تكامل وثيق ومتبادل المنفعة. فعلى سبيل المثال، يمكنك استخدام الوسائل الرقمية لتقديم متابعة شخصية أكثر أو دعم اضافي لطالب يعاني من مشاكل خاصة فيما يتعلق بفهمه لمادة معينة خلال حصصه اليومية الاعتيادية. هذا يساعد أيضا في جعل عملية التدريس أقل عبءاً على معلم واحد وهو أمر مهم خصوصا عندما يتعلق الأمر بتلك المواد العلمية التي تتطلب شرح خطوة بخطوة بسبب طبيعتها الدقيقة والمعقدة نسبياً مثل الرياضيات والكيمياء وغيرهما الكثير.

"الذكاء الاصطناعي قد لعب دور رائداً أيضاً بهذا المجال بإدخاله حلول ذكية للأماكن الشاغرة حيث يتم تقديم دروس مصورة بواسطة روبوت مدرب لإعطائها دفعة جديدة نحو مستقبل أفضل مقارنة بما كانت عليه سابقاً قبل هذه الثورة المعلوماتيه الرائعه والتي لن نتوقف عند حدودها أبدا".

لكن رغم كل مزايا التعليم الرقمي، فإنه ينبغي عدم فقدان التركيز على القيمة الأساسية للتعلّم داخل الفصل الدراسي التقليدي. البناء الاجتماعي والفكري الذي يوفره البيئة الصفية له تأثير عميق ولا يستبدل بأي حال من الأحوال بالتفاعلات غير الشخصية المقدمة عبر شاشة كمبيوتر.

إن مفتاح تحقيق توازن فعال يكمن في فهم نقاط قوة وضعف كل منهما واستخدامها بشكل استراتيجي لخدمة العملية التعليمية عامة وليس لأحد طرفيه فوق الآخر؛ فدور المعلم يبقى محوريا سواء أكانت دروسه تقليديه أم رقميه ومازال لدينا جميعا طريق طويل نسلكه لتحقيق اقصى استفادة ممكنة مما توفره لنا تكنولوجيتنا الحديثة الآن وفي المستقبل.


رنين بن بركة

6 مدونة المشاركات

التعليقات