• صاحب المنشور: تيمور بن جابر
  
  ملخص النقاش:
  تدفع الدلائل التاريخية والأدلة الشرعية نحو تأكيد دور التعليم المحوري في العقيدة الإسلامية. فالتعاليم القرآنية والسنة النبوية تشجع على طلب العلم وتُعدّ العلوم والمعرفة أساسًا للنهضة والتطور الاجتماعي والفكري للأمة المسلمة. يعود تاريخ الاهتمام بالعلم إلى وقت مبكر حيث كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يشجع المسلمين دائمًا على تحصيل المعارف المختلفة مثل الطب والعمران وغيرها الكثير مما يُظهر أهميتها وأهمية نشر الثقافة بين الأجيال الجديدة.

يأتي الحديث الشريف "طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم" لتؤكد هذه النقطة بوضوح؛ فقد حث الدين الاسلامي بشدة منذ بداياته الأولى على اهتمام الأفراد والمجتمع ككل بما يعرف اليوم بـ "الثقافة العامة". وقد شكل ذلك اساسا قويا لبناء مجتمع متماسك يتميز بالحكمة والحفاظ على القيم الأخلاقية المشتركة والتي تعد ضرورية لأي بلد يرغب بتطوير نفسه وتحقيق الرخاء الاقتصادي والثراء الروحي أيضًا.

وعلى مر العصور, كانت الحضارة العربية والإسلامية رائدة عالمياً في مجالات العلوم الطبيعية والصناعات التقنية والكشف الفلكي الى جانب تطوير نظام تعليم قادر على استيعاب آلاف الطلاب الذين كانوا يأتون من مختلف بقاع الأرض للمشاركة بهذه الرحلة المعرفيه المثمرة التي توفرتها الجامعات العربيه الشهيره كالازهر بالقاهره ومدرسة قرطبة بالأندلس ونظام مدارس النظاميين بالمغرب...الخ .

ومن هنا فإن رابط الوصل بين الإرث الثقافي الغني وبين مستقبل أفضل يتوقف فعلا عند قدرتنا كمجتمع مسلِم بأن ندرك جيداً حجم وعظم المسؤولية الموضوع علي عواتقنا جميعاً تجاه ابنائنا وشباب المستقبل ليتمكنوا من الاستفادة القصوى مما ترك لنا اجدادنا وذلك عبر تقديم بيئة مناسبة وآليات محفزة تدعم رغبات التوسع المعرفي لدي افراد هذا المجتمع مهما اختلفت اهتماماته الشخصية وانطلاقاً بذلك لنبدأ رحلتنا نحو تحقيق اهداف النهضة المنشودة بإذن الله عز وجل.