- صاحب المنشور: ريما البركاني
ملخص النقاش:
يتواجد الذكاء الاصطناعي حاليًا عند مفترق طرق مثير للقلق. بينما يواصل تقدُّمًا مذهلاً ومفيدًا في العديد من المجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل، فإنه يعالج أيضًا مجموعة معقدة ومتزايدة من التحديات الأخلاقية. هذا ينبع من القدرة المتنامية لأنظمة الذكاء الاصطناعي على اتخاذ قرارات ذات تأثير كبير دون تدخل بشري مباشر. يمكن لهذه القرارات التأثير بشكل غير متوقع على الأفراد والمجتمعات بطرق قد تكون ضارة أو تفرض انحيازات نموذجية لم تكن مقصودة أصلاً.
يصبح القلق بشأن عدم المساواة أحد الجوانب الأولى لهذا النقاش. كيف يمكن لخوارزميات التعلم الآلي، التي يتم تدريبها باستخدام بيانات تم جمعها بطريقة متحيزة بالفعل، أن تؤدي إلى نتائج تُظهر نفس التحيز؟ وهذا يؤثر بشكل خاص على مجالات مثل توظيف الأشخاص، حيث أدى استخدام الخوارزميات إلى زيادة التركيز على بعض المجموعات العرقية أو الجنسانية ضد الأخرى. بالإضافة لذلك، فإن احتمالية سوء الاستخدام لأدوات الذكاء الاصطناعي لإساءة المعاملة الشخصية، كمحاكاة صوت شخص آخر، تشكل تهديداً جديداً كامنًا.
من منظور المواطن، هناك مخاطر مرتبطة بمراقبة البيانات الكبيرة واستخدام خوارزميات التنبؤ. سواء كان ذلك يتعلق بتتبع الحركة اليومية للأشخاص دون موافقتهم الصريحة أم ليس كذلك؛ فإن الخصوصية أصبحت قضية مركزية تحتاج لحماية أكبر وأكثر تحديدًا ضمن عالم رقمي لامحدود. كما ظهر أيضاً قلق حول الوظائف البشرية التقليدية والتي ربما سيحل محلها روبوت يعمل بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي مستقبلاً. وهذه مشكلة اجتماعية واقتصادية كبيرة خاصة بالنسبة للعاملين ذوي المهارات المنخفضة الذين قد يشعرون بخسارتهم لوظائفهم الأساسية بسبب هذه التغيرات الثورية.
لكن يبقى دور الإنسان مهم جدًا هنا إذ يستطيع وضع القواعد والأولويات الأخلاقية أثناء تطوير وتطبيق نظم جديدة تعتمد علي الذكاء الاصطناعي مما يسمح لنا جميعاً بالاستمتاع بفوائد تلك التكنولوجيات الحديثة بدون المخاطرة بالأخطار المحتملة المرتبط بها . فعلى سبيل المثال حثت منظمة اليونسكو مؤخراً كافة الدول الأعضاء لديها لاتخاذ خطوات عملية لتأمين حقوق الإنسان فيما يخول لها استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى المختلفة وذلك عبر تضمين أخلاقيات العمل بهذا القطاع الجديد داخل التشريع والقانون المحلي لكل دولة عضو حتى يتم تنظيم عمليات صنع القرار واتّباع إجراءاتها بعناية شديدة وبالتالي الحد بكل تأكيد من أي آثار سلبية محتملة نتيجة اعتماد حلول تكنولوجية مبتكرة للغاية ولكن بحاجة ماسّة لمنهج عادل وآمن لاستخدامهضمن مجتمع تنافسي وكريم نحو الجميع بلا استثناء!.