- صاحب المنشور: التواتي بن شعبان
ملخص النقاش:
تعاني النساء عالميًا من تمثيل غير متكافئ في الدوائر السياسية، مما يعكس وجود تحيز اجتماعي عميق الجذور. على الرغم من التقدم الكبير الذي تحقق في مجال حقوق الإنسان خلال العقود الأخيرة، إلا أن دور المرأة في الحياة العامة، ولا سيما بالمناصب الحكومية، ظل محدودًا إلى حد كبير. هذا المقال يستعرض بعض التحديات الرئيسية التي تواجهها المرأة عند دخولها حلبة السياسة، وكيف يمكن تغيير الوضع الحالي نحو تحقيق المساواة الحقيقية.
التمييز بين الجنسين كعائق رئيسي
يعد التحيز الجنسي أحد أكبر العوائق أمام مشاركة المرأة الفعالة في المجال السياسي. وفقاً لدراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة عام 2019، فإن غالبية الرجال يعتقدون بأن الرجل أكثر قدرة وملائمة لقيادة البلاد مقارنة بالمرأة. هذه الصورة الذهنية المعيقة تساهم بشكل مباشر في عدم الثقة بمواهب وقدرة النساء السياسيات المحتملات. علاوة على ذلك، يشهد المجتمع الدولي حالات عديدة حيث يتم انتقاد النساء سياسيين بسبب ظروفهن الشخصية أو اختياراتهن الأسرية، بينما يحصل نظرائهم الرجال على ترحيب أكبر وتقبل لتلك القرارات نفسها.
الضغط الثقافي والقيم التقليدية
تؤثر القيم الثقافية أيضًا بشدة على وضع المرأة في القيادة السياسية. ففي العديد من البلدان ذات الغالبية الإسلامية، تُنظر المرأة كمُسؤولة عن رعاية الأسرة والبيت، وهو شكل من أشكال تقسيم الأدوار يُعرقل طموحاتها المهنية والدخول للمنافسات الانتخابية. وقد يؤدي هذا الضغط المجتمعي المتزايد للتركيز أكثر على أدوارها المحلية إلى تراجع مستوى المشاركة السياسية لدى النساء. حتى عندما تكون لديها المؤهلات اللازمة للتقدم لمنصب سياسي، قد تجد مقاومة داخل مجتمعها الخاص.
قلة فرص التدريب والتوجيه
بالإضافة لما سبق ذكره، تعاني النساء أيضاً من نقص الفرص التعليمية والممارسات العملية قبل خوض غمار المشهد السياسي. فعلى سبيل المثال، تميل الجامعات والمعاهد الأخرى إلى تقديم عدد أقل بكثير من المنح الدراسية والبرنامج التدريبية الخاصة بتطوير الخبرات السياسية للشابات مقارنة بأقرانهم الشباب. إن الوصول المحدود لهذه البرامج يساعد على خلق بيئة تنافسية غير عادلة لصالح الأفراد الذين كانوا قادرين سابقاً على بناء شبكات واتصالات واسعة ضمن الوسط الانتخابي.
الحاجة الملحة لإيجاد حلول عملية
لحل تلك المشكلة المستمرة منذ عقود طويلة، يتعين اتخاذ خطوات استراتيجية ومتكاملة تشمل جوانب عدة مختلفة مثل التشريع الحكومي والإصلاح المؤسسي وبناء القدرات الاجتماعية. ومن الناحية القانونية، بإمكان الدول سن قوانين إجبارية لتحقيق نسبة معينة من النساء في البرلمانات والحكومات بغرض دعم زيادة التمثيل النسائي. كما ينبغي تطوير المزيد من الخدمات والبرامج الداعمة لمساعدة النساء الراغبات في المنافسة على المناصب السياسية، سواء عبر تنظيم دورات تدريبية مكثفة حول مهارات التواصل والاستعداد للقضايا المطروحة أم توفير موارد مالية