في ظل بيئة عمل تتسم بتنوع المشاريع، بما في ذلك الترجمة لمناطق التداول عبر الإنترنت مثل منصات Olymp Trade وساكسو بنك، يبرز تساؤل مهم حول مدى مشروعية مشاركتنا في مثل هذه الأعمال.
الحكم الإسلامي واضح: لا يمكن اعتبار الترجمة لهذه الأنواع من المنصات جائزة شرعاً عندما يتعلق الأمر بالترويج للممارسات المالية غير القانونية والمخالفة للشريعة. يشير القرآن الكريم والسنة النبوية بشكل مباشر إلى ضرورة تجنب المساعدة في ارتكاب المعاصي والحرمانية، حيث يقول سبحانه وتعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة: 2] ويضيف الرسول صلى الله عليه وسلم لعنه على آكل الربا وأكلته وكاتبه وشاهديه، مما يعني التحذير من أي مساهمة حتى وإن كانت كتابية فقط في نشاطات مالية محرمة.
وفي حالة منصتين المثاليتين هنا، فإن كلتا المنصتين تتضمن عمليات محظورة وفق الشريعة الإسلامية. فعلى سبيل المثال، تعتبر منصة Olymp Trade مركزاً رئيسياً لتداول العملات الأجنبية مع الهامش (الفوركس) وهو نوع معروف بالإجماع بأنه حرام لأنه يشجع المضاربة والمقامرة بدلاً من التجارة التجارية التقليدية. بالإضافة لذلك، تقدم منصة Sакso Bank مجموعة واسعة تشمل ليس فقط الفوركس ولكن أيضاً عقود الفرق وعقود المستقبل والتي تعد جميعها مصادر محتملة للدخل غير قانوني حسب الشريعة.
ومن الجدير ذكره أن العمل الذي يساعد على انتشار الضلال والإفساد بين المجتمع ليس مجرد عدم مشروعية بل يعد عملاً غير أخلاقي كذلك. وللتذكير دائماً، كما يؤكد علماء الدين، "ترك شيء لله يُ换ى بخير منه". وبالتالي، يجب علينا كمسلمين اختيار الأعمال التي تتوافق مع قيمنا ومعتقداتنا الدينية للحفاظ على ديننا وصورتنا أمام الآخرين. إن اتباع الطرق الشرعية سيكون له حتما مردود روحاني وخيري أكبر بكثير مما قد نقدمه بمشاركة أشياء محرمة.