- صاحب المنشور: خولة بن ساسي
ملخص النقاش:
تواجه أنظمة التعليم حول العالم تحديات كبيرة مع ظهور الثورة الرقمية التي غيرت طريقة تفاعلنا مع المعلومات والتعلم. قد يعتبر البعض هذه التحولات تهديدًا للأنماط التقليدية للتعليم، بينما يشعر الآخرون بتفاؤل بشأن إمكاناتها لتحويل العملية التعليمية إلى تجربة أكثر شمولاً وإبداعاً. هذا المقال يستكشف تأثير التكنولوجيا الرقمية على نماذج التدريس والتواصل بين المعلمين والطلاب، ويحلل مدى قدرة النظام الحالي للتدريس على مواكبة التغييرات المطردة.
الأثر المتزايد لتطبيقات التعلم الإلكتروني
أصبح الوصول إلى الكمبيوتر المحمول أو الهاتف الذكي متاحا تقريباً لكل شخص بغض النظر عن موقعه الجغرافي. أدى ذلك إلى انتشار استخدام تطبيقات التعلم الإلكتروني، حيث يمكن للمتعلمين الآن مشاهدة الدروس والاستماع إليها وممارستها عبر الإنترنت وفق جدول زمني يناسبهم. توفر هذه المنصات تعليمًا ذاتيًا وأساليب تعلم مرنة تناسب جميع أنواع الطلاب - سواء كانوا يتعلمون بسرعة أكبر أم بطيئة، أو بحاجة لموارد إضافية لفهم مفاهيم معينة. بالإضافة لذلك، فإن تكلفة الدراسات المستمرة باستخدام الأدوات مثل كورسيرا edX Udemy وغيرها تكون أقل بكثير مقارنة بالدورات الأكاديمية التقليدية مما يجعل فرص الحصول على علم واسع ومتنوع أمام الجميع أسهل وأكثر توافراُ .
القلق بشأن فقدان المهارات الاجتماعية والحوار وجهًا لوجه
على الرغم من الفوائد العديدة المرتبطة بالتعلُّم عبر الانترنت إلا أنه هناك مخاطر محتملة ترتبط ارتباط وثيق بهذه الوسيلة الجديدة وهي ضعف العلاقات الشخصية والتفاعلات الحميمية داخل الفصول الدراسية والتي تعتبر حيويا بالنسبة لبناء مهارات التواصل الاجتماعي لدى الأطفال والشباب الصاعدين الذين تحتاج مجتمعات اليوم إليهم كعنصر فعال ضمن محاور الحياة المختلفة وعلى رأسها المشاركة السياسية والتطوع والإبداع الثقافي والفني وغيرها الكثير من المجالات الأخرى التي تهتم بالإنسان كأساس لصناعة النهضة المجتمعية الشاملة والمستدامة .
##### دور المدرس: تحول نحو توجيه قائم على الاستقصاء
لا تزال وظيفة مدرس الصف تلعب دوراً مركزياً ولكن شكل دوره أصبح مختلف تمام الاختلاف عما كان عليه قبل عقود مضت؛ فبالإضافة لإعداد المحتوى العلمي المناسب لعمر طلابه وبمستوياتهم المختلفة يقوم أيضاً بمراقبة تقدم كل طالب واستخدام آليات مختلفة لحثه على البحث واكتشاف المعلومة بنفسه والاستنتاج بناء عليها وهذا يؤكد أهمية وجود أفراد مؤهلون تدريبياً قادرون عل تطوير تلك المهارة لدي طلبتهم كون "العلم الذي لا يُشهد ولا يُتجرب ليس له قيمة" حسب رأي الدكتور عبد الرحمان بدوي أحد رواد التربية الحديثة بالمغرب العربي الكبير خلال القرن العشرين الميلادي عندما دعا لانفتاح نظرة الوسط التربوي المغاربي آنذاك باتجاه تطبيق مدارس التجريب والقانون الطبيعي أثناء عملية منظوريته الإصلاحية المتميزة لشكل حياة الإنسان بعامة ومن ثم انتقل لما يخصة بشكل خاص فيما يخص مسار نشأة الأفكار المعرفية الإنسانية منذ طفولة البشر الأوليين وحتى يومنا هذا ..
هذا التحول الجديد لنظام التعليم العالمي يحمل معه العديد من الفرص والتحديات المثيرة للاهتمام والتساؤلات المشروعة حول مستقبل عالم يفنى فيه الوقت لكن يبقى فيه الهدف واحد وهو خدمة الإنسان وتمكين ابنائنا وتعظيم قدراتهم لاستيعاب ماضي حضاري غني وحاضر تكنولوجي متنوع وملتقى معرفي رحب مليء بالأفاق والثراء والكرم الأخلاقي البعيد المدى والأفق الواسع والذي نسعى دائماً للحفاظ عل رتيبه السامي وحفظ تاريخ مجداً وكرامات أبناء وطن نهض بزمن جديد ولابد وان يدوم وان يعيش طويلاً !