توفي الوالد وقد خلف ذهبًا قدره قطعتان لم يتم زكاؤهما لمدة ثلاثين عاماً تقريبًا، وذلك لعدم معرفته بأن المقدار الزائد عن النصاب يحتاج للزكاة. إليك تفاصيل كيفية التعامل مع هذا الوضع الديني والقانوني وفق الشريعة الإسلامية:

الأولاً، نصاب الذهب للحصول على الزكاة هو حوالي 85 جراماً من الذهب الخالص (عيار 24)، والذي يعدّه معظم علماء الفقه الإسلامي المعيار الرئيسي. بالنسبة لذوي الأعيار الأخرى مثل 21 أو 18، يمكن حساب النصاب باستخدام طريقة ضرب عدد الجرامات بالعيار وتمييز القيمة بالأوقية الخالصة، حيث يكون نصاب الذهب حوالي 97 جراماً.

بالنظر لحالة والدكم، فإن وجود الذهب يتطلب زكاته حتى لو كنت تعتقد بأنه تحت الحد الكافي لهذا الغرض. ومع ذلك، فإن جهلك بالموضوع لن يستتبع العقوبة الإلهية بإذن الله. ولكن، يجب التأكد مما إذا كانت كمية الذهب الخاصة بوالدكم عند وفاة تساوى النصاب أم لا.

إذا تبين بالفعل بلوغ كمية الذهب للنصاب، إذن هناك واجب لإخراج الزكاة. أما كيف تقوم بذلك؟ تبدأ بتحديد نسبة 2.5٪ سنويا خلال تلك الفترة الثلاثين عاما بناءً على القيمة الأصيلة للأوقية التي امتلكها والدكم وقت اكتسابها. لاحظ أيضا هبوط سعر المعدن الثمين تدريجيا عبر الأعوام. وبالتالي عليك جمع جميع الكميات المستحق عليها دفع الزكاة واستبدالها نقدا حسب سعره الحالي.

أما فيما يتعلق بالسؤال الأخير بشأن صرف بعض تلك الصدقات لصالح أحد أبناءك المقترض، فهو ممكن شرعا طالما صاحب الحق محتاج لهذه المساعدة المالية لتغطية ديونه. الرجاء العلم بأن تصريف أموال الزكاة يجب أن يقوم ضمن حدود الاستخدامات القانونية المنصوص عليها شرعية والتي تشمل فقراء المجتمع وغيرها من المواضع الخيرية المشروعة بحسب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "تصدَّقْ عليك".

وفي النهاية، يشجع الإسلام دائما على تقديم يد العون للمحتاجين بما في ذلك الأقارب والأرحام بشرط توافر الضرورة لذلك.