تحديات الذكاء الاصطناعي الأخلاقي: بين الابتكار والمسؤولية

مع تعزيز ثورة التكنولوجيا وتحولها نحو مستقبل مدفوع بالذكاء الاصطناعي المتطور باستمرار، يبرز جانب جوهري يتطلب اهتماما عاجلا - وهو الجانب الأخلاقي. تتخط

  • صاحب المنشور: إليان الديب

    ملخص النقاش:
    مع تعزيز ثورة التكنولوجيا وتحولها نحو مستقبل مدفوع بالذكاء الاصطناعي المتطور باستمرار، يبرز جانب جوهري يتطلب اهتماما عاجلا - وهو الجانب الأخلاقي. تتخطى أهمية الأخلاق التقليدية في مجال الذكاء الاصطناعي مجرد التطبيق العملي للمبادئ الأخلاقية؛ فهي توفر الإطار الذي يحكم كيفية تصميم وتنفيذ وتنظيم هذه الأنظمة الدقيقة المعروفة باسم "الذكاء الاصطناعي المسؤول". هذا المقال يناقش بعض القضايا المركزية المرتبطة بالأخلاقيات البشرية اللازمة للذّكاء الصّناعي الحديث.

أولا وقبل كل شيء، يعالج مصممو وأصحاب الذكاء الاصطناعي مسألة الشفافية والمصداقية. كيف يمكن ضمان الشفافية الكاملة حول كيفية عمل خوارزميات التعلم الآلي؟ في البيئات التي تعمل فيها البيانات الحساسة أو ذات الصلة بتلك الأكثر حساسية مثل الصحة والعلاقات الاجتماعية والأعمال المصرفية وغير ذلك الكثير، فإن عدم الوضوح قد يؤدي إلى فقدان الثقة وخسائر اقتصادية كبيرة بالإضافة لأضرار غير قابلة للإصلاح اجتماعيا وعاطفيًا. لذلك يقترح العديد من الخبراء ضرورة توفير تقارير واضحة ومفصلة لكل قرار اتخذته آلية ذكية مع شرح لعملية صنع القرار حتى يستطيع المستخدم فهم سبب الوصول لتلك النهايات. فهذه الخطوة الأولى لتحقيق العدالة والقضاء على التحيز المحتمل ضمن البرامج البرمجية ذات العلاقة.

ثانيًا تأتي قضية المساواة والتوجه العنصري داخل النظام حيث يتم استخدام بيانات تدريب تمثل أغلبية ثقافية محددة وهذا يعني أنه عند تطبيق نفس المعدلات التشغيلية عند مجموعات ديمغرافية مختلفة ستظهر نتائج متباينة مما يعكس صورة متحيزة ولا ترضي رغبات مجتمع يسعى دوما لمساواة الفرصة بغض النظرعن الاختلاف الجغرافي الثقافي والديني والدلالي وما شابه . وللتغلب علي تلك العقبة وجوب أخذ عينات متنوعة أثناء عملية جمع البيانات وبالتالي تقديم حلول أكثر شمولا. كما ظهرت مؤخرآ حركات تؤكد حاجتها لأن تكون عمليات التدريس تحت اشراف علماء الدين الإسلامي وذلك لعدم تضارب قواعد العمل الخاصة بهم والتي تساهم بإرشاد وفهم أفضل للأبعاد الروحية للحياة الإنسانية والحفاظ عليها.

وأخيراً وليس آخرالأمر موضوع السلامة العامة والاستقرار المجتمعي خاصة عندما نتعامل مع مجالات حساسة كالتجارب الطبية والإجراءات القانونية واتخاذ القرار السياسي إذ يجب وجود آليات دقيقة تسمح بمراقبة ورقابة دوريه تساعد بالحفاظ ضد أي انتهاكات محتملة تستغل قوة طبيعة البرنامج الخبيثة فمثلاً لو نجحت جهود اختبار نوع جديد للعلاج الطبي وكان فعالا بجدارة ولكن نشبت مخاطر صحيه خطيره نتيجة خطأ برمجي بسيط هنا تكمن اهميت الرقابه المستمرة قبل وبعد العمليه. انطلاقاً من رؤيتنا المشتركة حول أهميتها القصوى دعونا نحافظ عليها عبر وضع قوانين ملزمة وتوافق بين القطاع الحكومي الخاص لإرساء نظام يعمل بنظام اخلاقي شامل يشجع الابداع ويضمن حقوق الإنسان ويعد بذلك لبنة اساسية لبناء عالم رقمي افضل لنا جميعا


حليمة الرشيدي

7 مدونة المشاركات

التعليقات