- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تشكل حرية الصحافة العمود الفقري للديمقراطيات الحديثة. إنها تمكن المجتمعات من الحصول على المعلومات الصحيحة والدقيقة، مما يساعدها على اتخاذ قرارات مستنيرة وتوفير الرقابة اللازمة على السلطة. هذه الحرية ليست مجرد حق أساسي بل هي مسؤولية عظيمة تقع على عاتق جميع المهنيين الذين يعملون في هذا القطاع الحساس.
في العديد من البلدان، تُعتبر الأقلام حرة ومستقلة تمامًا، بينما في أخرى تواجه قيودًا شديدة بسبب القوانين أو الأنظمة الداخلية للبلد. لكن حتى في البيئات الأكثر ليبرالية، يتعين على الإعلاميين مواجهة تحدي موازنة حقوقهم مع المسؤوليات التي تأتي مع الوظيفة. فبينما يحق لهم الكشف عن المخالفات والمشاركة في نقاش عام مفتوح وصريح حول القضايا الوطنية، إلا أنه يتوجب عليهم أيضًا التأكد من دقت المعلومات التي ينشرونها وعدم نشر الشائعات الضارة أو الأخبار المضللة والتي يمكن أن تضر بالمجتمع وأفراده.
تتضح أهمية هذا التوازن عندما نتذكر دور وسائل الإعلام كمراقبة للأداء الحكومي والسياسي. فهي تساعد الجمهور على فهم الخطط الحكومية والأعمال البرلمانية وتقييم أداء الحكومة الحالي مقارنة بتوقعات الناخبين. وبالتالي فإن قدرتها على الوصول إلى المعلومات تفوق بكثير القدرة الذاتية لكل فرد للحصول عليها مباشرةً. ولكن مع تلك الفرصة العظيمة يأتي عبء كبير؛ حيث إن سوء استخدام تلك الوسائل قد يؤدي إلى الفوضى والتضليل السياسي.
بالإضافة لذلك، تلعب وسائل الإعلام دوراً محورياً في تشكيل آراء الناس ورسم الصورة العامة للمجتمع والثقافات المختلفة داخله وخارجه. لهذا السبب يجب التأكيد مرة أخرى بأن المسؤولية تكمن ليس فقط في تقديم وجهة نظر محايدة وإنما أيضا التحقق منها ومن مصداقيتها قبل نشرها.
وعلى الرغم من وجود خلافات بشأن مدى حرية الاعلام وكيفية تنظيمها بشكل فعال، يبقى الاتفاق الواضح هو ضرورة احترام كل المعايير الاخلاقية والقانونية أثناء تغطيتها لأحداث مختلفة داخل البلاد وفي الخارج أيضاً. فالهدف الأساسي يجب ألّا يفقد أبدا وهو خدمة الشعب بالحقيقة وليس بالمنافع الشخصية لبائعٍ واحدٍ مهما كان موقعه ضمن المؤسسة الإعلامية كلا منها وفقاً لما يخدم مصالحه الخاصة بغض النظر عن تأثير ذلك سلبي أم ايجابي تجاه الآخرين .
وفي النهاية، تعتبر حرية الصحافة ركن أساسى لبناء مجتمع ديمقراطي حيوي ومتطور قادرٌعلى التعامل مع التحديات المستقبلية بثقة واحترام متبادل. ويتوقف نجاح هذه المهمة الجليلة على مدى تعاون كافة الأطراف الفاعلة سواء كانوا منتجين للمعلومات اعلاميين كانت ام مؤسسات رسمية ، وكذلك استعداد المواطن لاستقبال المعلومة بموضوعيه وبحث شامل وقراءة نقديه لها قبل ان يتخذ موقف او ابداء رأي بناء عليه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( نضر الله امرأ سمع مقالى هذا فوعاه وحفظه ونشره).