الذكاء الاصطناعي: مستقبل التعليم أم تهديد لجوهره؟

أحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورة في العديد من المجالات وأصبح التعليم أحد القطاعات التي شهدت تحولا ملحوظا مع تزايد استخدام هذه التقنية. يسعى هذا المق

  • صاحب المنشور: ضحى المقراني

    ملخص النقاش:
    أحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورة في العديد من المجالات وأصبح التعليم أحد القطاعات التي شهدت تحولا ملحوظا مع تزايد استخدام هذه التقنية. يسعى هذا المقال إلى استعراض مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع التعليم وما إذا كان يعدّ فرصة لاستشراق مستقبله أو يهدد جوهره الأساسي.

يعكس دور الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم مدى التطور الذي حققه هذا العلم المتجدد باستمرار. حيث يتمثل هذا الدور أساسًا في تعزيز تجربة التعلم وتسهيلها للمستخدمين عبر عدة وسائل مختلفة مثل تقديم نصائح شخصية ومخصصة بناء على احتياجات الفرد وقدراته الخاصة؛ وذلك باستخدام نماذج التعلم العميق لتحليل بيانات الطلاب وتحسين طرق إيصال المعلومات لهم وبما يناسب ميولهم وشغفهم. كما يتيح الذكاء الاصطناعي امكانية الوصول إلى محتويات تعلم غنية ومتنوعة متاحة دائماً وعلى مدار الساعة مما يسمح للدارس بتحقيق تقدم اكبر سواء أكانت دروساً صوتية أم مرئية فضلاً عما توفره من مسارات دراسية رقمية ذات تصميم جذاب وفريد لنفس الشرح ويمكن تعديله حسب حاجة كل طالب بعينه. بالإضافة لذلك فقد لعبَ دوراً فعالاً أيضاً أثناء عمليات التدريس نفسها عندما تكون هناك حاجة لتقييم أداء المعلمين والمدرسين الذين يستخدمونه كوسيلة مساعدة لرصد مستوى تحصيل طلابِهم واستراتيجيتهم المناسبة لإدارة الفصل الدراسي وضمان فهم الجميع لما يدور داخل الغرفة الصفية.

بالإضافة لكل فوائده الواضحة فإن بعض الاعتبارات تبدو جديرة بالتوقف عندها والنظر إليها بمزيدٍ من الحذر فيما يتعلق بالتبعات المحتملة لهذا النوع الجديد من التدريس. فالعديد ممن يعملون ميدانيا يشعرون بالحاجة الملحة للحفاظ على الجوانب الإنسانية والحضور الشخصي بين صفوف التلامذة إذ تشكل العلاقة القائمة بين المحاضر وطالبه جزءاً أساسياً وثابتاً يعزز التواصل الوجداني والإرشاد العملي غير أنه وفي الوقت ذاته فإنه ليس بالضرورة أن يؤدي الاعتماد الزائد عليه لفقدان تلك الروابط الحيوية خاصة إذا لم تكن هنالك رقابة مناسبة للتأكد بأن انخراط النظام الآلي في العملية الأكاديمية يحقق أهدافه المنشودة ولا يقوض بنظامه الهيكلية للمناهج القائمة حاليا والتي تقوم وفق منهج تراثي متوارث منذ قرون مضت!

ويبدو واضحا أيضا وجود مخاطر محتملة بشأن خصوصيتنا الرقمية واحتمالية انتحال هويات الآخرين إن تم الاستثمار بدون حماية كاملة لحماية البيانات الشخصية لكلا اللاعب الرئيسيين في المشهد التعليمي وهما المعلِّم والممتحن وكذلك سلامتها الإلكترونية ضد أي اختراق قد يحدث لأجهزة الكمبيوتر المركزة وغرف الصف افتراضيا. لكن بالمقابل يمكن اعتبار الجانب الإيجابي لهذه الحقائق بأنه دعوة لنا لبناء آليات فعالة أكثر تتعلق بقواعد أخلاقيات عملهم المرتبطة بالأبحاث والاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي الخاص بهم وهو أمر مطلوب بشدة ويجب البحث عنه بإلحاح نظرا لانعكاساته المستقبلية المؤثرة للغاية.

وفي النهاية نخلص لأن الذكاء الاصطناعي رغم طاقاته الهائلة فهو مجرد أداة تساعد وليست نهاية المطاف بل هي الوسيلة المثلى لمساندتنا خلال رحلتنا نحو


Comentários