- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعد العلاقة بين الدين والعلم أحد أكثر المواضيع جدلية وشائكة في تاريخ الفكر البشري. هل هي علاقة تكامل وتفاعل متبادل يحققان تقدمًا معًا نحو فهم أعمق للكون والوجود الإنساني؟ أم أنها مسارات متباينة ومستقلّة تعارض بعضها البعض وتعوق تطور كل منهما الآخر؟ هذه الأسئلة تطرح منذ قرون طويلة ولا زالت تخضع للمناقشة والمراجعة المستمرة حتى يومنا هذا.
في العقود الأخيرة، شهدنا ارتفاع مؤشرات الدلالة على وجود مجال واسع للتداخل والتلاقح بين المعرفة الحرفية والدنيوية والنواحي الروحية والأخلاقية التي يسعى إليها المسلمون عبر عقيدتهم وإيمانهم بالله سبحانه وتعالى ووحدانيته. وهذا يحدث بمختلف أشكال النظريات العلمية القائمة على البحث التجريبي المنهجي والاستدلال المنطقي الصارم؛ والتي غالبًا توصل إلى حقائق وقوانين عالمية ثابتة لا تتغير مهما اختلفت الظروف أو الأمكنة الزمنية المختلفة.
وعلى الرغم مما سبق ذكره، فإنه قد ظهرت أيضًا وجهات نظر مختلفة تؤكد وجود تضارب حتميّ بين مفاهيم دينية وأخرى علمية عند محاولة الجمع بينهما تحت سقف واحد. حيث يُعتبر جانبٌ منها بأن الحديث حول مسائل الخلق والكوارث الطبيعية والإنسانية وما شابه ذلك هو أمر خارج نطاق تخصص المؤسسات الأكاديمية الغربية الحديثة ذات الطابع الوضعي المحضة، وبالتالي فإن أي تحليل تشريعي لهذه الموضوعات ينظر إليه باعتباره نوعاً من "الإنغماس" غير المرغوب فيه داخل المجال الخاص للدين والمعتقد الشخصي لكل فرد.
ومن جهة أخرى، يرى خصوم المدرسة الأولى -والذين يتبعون الخطوط العامة للمذهب الإشراقي الإسلامي القديم-:أن هناك توافق كامن بين جميع جوانب الواقع والمعارف البشرية بغض النظرعن اختلافاتها الواضحة ظاهريا .فالقانون الرباني الذي يدبر الكون ككل ويعمل باستمرار وفق قوانينه الثابتة يمكن اعتباره أساس لكل دراسة جادّة سواء كانت طبيعية أو اجتماعيةأوحتى أخلاقية! ولكن كيفية فهمنا لتلك الحقائق وكيفية استخدام أدوات التحقيق المناسبة لها ستكون عامل رئيسي لتحديد مدى قدرتنا على تحقيق الوحدة المنشودة بين مجالات معرفتنا المتنوعة ومتى سنتقبّل تلك الحقائق الجديدة بعقول مفتوحة ومنفتحة أمام إمكانيات جديدة للعيش المشترك والسلم الاجتماعي والحفاظ على سلام الأرض وعدم تفاقم مشاكل البيئة المتزايدة.
ختامًا، تبقى موضوعات مثل الدين والعلم مثار اهتمام دائم لدى المتخصصين وغير المتخصصين علي حدٍ سواء لما تحملُه من عمق فلسفي عميق يؤثر ليس فقط علي حياتنا اليوميه بل أيضا على مستقبل الجنس البشري برمته!.