- صاحب المنشور: جميل بن البشير
ملخص النقاش:
في عصر التحول الرقمي المتسارع، أصبح التعليم الافتراضي أحد أكثر المجالات تحدياً ومثيراً للاهتمام. منذ انتشار جائحة كوفيد-19 عام ٢٠٢٠، اضطر العالم إلى اللجوء إلى التعلم عبر الإنترنت كملاذ أخير للحفاظ على استمرارية العملية التعليمية. لكن هذا الانتقال لم يكن بدون عقبات وصعوبات عديدة.
أبرز التحديات التي واجهها التعليم الافتراضي تشمل:
الوصول العادل والشبكات العنكبوتية
عدم المساواة في الوصول إلى الأدوات التقنية والموارد الشبكية يشكل حاجزاً رئيسياً أمام تحقيق تعليم افتراضي شامل وعادل لجميع الطلاب. ففي العديد من البلدان النامية، يعاني الكثير من الأطفال والشباب من نقص حاد في الأجهزة الإلكترونية والتغطية الواسعة للأنترنت، مما يؤدي إلى حرمانهم فرصة متساوية للمشاركة الفاعلة في عملية التعلم هذه. بالإضافة لذلك، فإن عدم توفر البنيات الأساسية الكافية للأتصال بالإنترنيت قد يعرقل قدرة المعلمين أيضاً علي تقديم دروس فعالة تلبي احتياجات طلابهم بكفاءة عالية.
جودة المحتوى والتفاعل بين معلم وطالب
تتمثل إحدى أكبر المخاطر المرتبطة بتطبيق نماذج التدريس الحديثة داخل بيئة رقمية في فقدان الجو الحميم والدعم الشخصي الذي يعرف به النظام التقليدي المعتمد علي حضور الجسدى والمعرفى بين طرفيه(الطالب/معلمه). حيث يمكن للنظام الالكتروني الجديد ان يحرم تلاميذه من الاستفادة المثلى من الخبرات المكتسبة خلال المحاضرات الصفية المباشرة وبالتالي تقليل فرص التواصل العملي والحوار العلمي المفتوح مع اساتذتهم وأقرانهم أيضًا.
لتجاوز تلك العقبات وتحسين تجربة تعلم الطلبة عبر الانترنت بشكل ملحوظ؛ يتعين علينا تحديد الأولويات التالية :
- تحسين وتطوير أدوات الدفع الافتراضية لضمان توافق أفضل لمتطلبات كل مستخدم وفق مهاراته الخاصة
- إدخال وسائل اضافية لتحقيق مزيد من الشمولية والمواءمة لأحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة لتوفير القيمة المضافة لهم ولغيرهم أيضا
- تشجيع تبني منهج شمولي ومتعدد الوسائط يستغل مجموعة متنوعة من طرق عرض المعلومات سواء أكانت مرئية أم سمعية أم كتابية...الخ) وذلك بهدف زيادة التشويق والإقبال على البحث والاستقصاء لدى أفراد مجتمعنا السعودي وغيرهم ممن يرغب بإثراء حصيلته المعرفيه وخلق شغف دائم نحو مسار التعلم مدى الحياة.
وفي نهاية المطاف، رغم وجود بعض العوائق المؤقتة والتي ستزيلها جهود مشتركة قائمة علي تطوير بنية تحتية قوية مدعومة بأحدث التقنيات المتاحة حالياً، إلا أنه بات واضحًا جدًا بأن الاتجاه العام يسير بقوة نحوالاستخدام المكثف للتكنولوجيا الحديثة لإحداث ثورة معرفية نوعية تؤهل جيلاً جديداً قادرٌعلى مواجهة تحديات الغد بشجاعة وثقة بالنفس مبنية أساسُوهاعليأساس علمٍ راسخ وأخلاق حميدة وقيم سامية تدعو إليها رسالتنا الإسلامية السمحة .