الحكم الشرعي لهذا الأمر معقد ويتطلب دراسة متأنية لموقف الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وفقاً لأهل السنة والجماعة، فإن أبي بكر الصديق له مكانة عالية وثناء كبير بين المسلمين، وهو أول الخلفاء الراشدين بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. هناك العديد من الروايات التي تؤكد مكانته، بما في ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمر فيه امرأة إذا "لم تجده، فتأتِ أبا بكر". بالإضافة إلى ذلك، حثنا الحديث الآخر على اقتداء أمير المؤمنين بنا بعد موت خاتم الأنبياء: "اقتدوا باللذين من بعدي؛ بأبي بكر وعمر".
ومع ذلك، قد يكون هناك اختلاف حول حكم الشخص الذي ينكر خلافة أبي بكر ويؤيد بدلاً منها إمامة علي بن أبي طالب. بينما ذهب البعض إلى القول بأن هذا الفعل يصل حد الكفر، يؤكد معظم الفقهاء أن الإنكار ليس كافياً للإدانة بالإلحاد، ولكن يمكن اعتباره بدعة دين. يشرح الإمام السبكي هذه النقطة قائلاً: "من أنكر خلافة أبي بكر يبتدع ولكنه لا يكفر"، معتبراً أن مجرد الإنكار لا يعادل الاستهانة بالشيخين بشكل كامل.
ومن المهم التأكيد هنا أن التحدي الكبير يكمن في كيفية التعامل مع الاختلافات التاريخية والتفسيرات المتنوعة للأحداث الدينية. يجب دائماً البحث عن التفاهم والتسامح داخل المجتمع المسلم، وتجنب الانقسامات الناجمة عن مثل هذه الأمور الفقهية المعقدة. يبقى الرأي العام الأكثر قبولاً هو اعتبار المنكر للمشروعية الدنيوية لأبو بكر مرتكب لبادعة دينية وليست محكوم عليه بالعقيدة نفسها. وهذا النهج يحترم عمق دور أبي بكر في تاريخ الإسلام ودوره المحوري في بناء الدولة الإسلامية المبكرة.