ثريد يشرح ما يقع في " سوق الحب السوداء" التي تدخلها فتياتنا اليوم وتخرج منها بصفقة خاسرة وقلب مجروح.
كانت جدتها توصيها دائما وتقول: إياك أن تكوني رخيصة، فالرجل يحتقر ما تصل إليه يده بسهولة، لكي ينال قلبك لا بد أن يكون رجلا، ولكي تتأكدي أنه رجل لا بد أن يتقدم لبيت أهلك، ويجلب لك ما تستحقين من مهر ومتاع، ويحفظ لك كرامتك بين أسرتك وأهلك وصديقاتك،
فإذا لم يكن قادرا على هذا، فلا تمكنيه من أن ينال قلبك، فقلبك غال لا يستحقه إلا الأكفاء...
إن الحب شيء عجيب، ولو ذهبنا نعرفه ونذكر اختلاف الفلاسفة والعلماء في تفسيره لطال بنا الحديث، ولخرجنا عن مقصد هذا الكتاب، ولكن يكفينا منه في هذا المقام، أنه تلك الطاقة الكهرو اجتماعية
التي تمسك قطع المجتمع بعضه إلى بعض، فهذه الطاقة هي التي تربط الأبوين بأبنائهما، وتربط الزوجين ببعضهما، وتربط الأصدقاء بالأصدقاء، فهو المادة التي تشد الناس بعضهم إلى بعض، فإذا قوي في المجتمع زاد تماسكه وإذا ضعف انهارت العلاقات..
لقد كان هذا الحب في الماضي طاقة قوية تحرك الشاب إلى
العمل والجد من أجل أن ينال امرأة يعيش معها تجربة الحب، وحيث إنه لم يكن له في ذلك المجتمع المحافظ أن ينال ما يريد إلا عن طريق الزواج، فإنه كان يبذل كل جهده من أجل أن يثبت كفاءته وينال احتراما يؤهله لحشد من يحتاج دعمهم من أهله وعشيرته كي يتقدموا لخطبة تلك الفتاة التي يتوق إليها،