- صاحب المنشور: نور الهدى بن محمد
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولًا كبيرًا نحو التكنولوجيا والرقمنة. هذا التحول لم يقتصر على مجالات معينة بل امتد ليشمل قطاع التعليم أيضًا. أصبح دور الأجهزة الذكية وأنظمة التعلم الإلكترونية أكثر بروزاً، مما أدى إلى ظهور نموذج تعليمي جديد يُعرف بالتعليم الرقمي أو عبر الإنترنت.
النقاش يدور حول مدى تأثير هذه التحولات الرقمية على نظام التعليم التقليدي الذي اعتمدناه لأجيال طويلة. من جهة، يتيح التعليم الرقمي الوصول إلى مجموعة واسعة من المواد الدراسية والموارد التعليمية التي قد تكون غير متاحة للجميع في البيئة التعليمية التقليدية. كما أنه يسمح بمزيد من المرونة والتخصيص بالنسبة للمتعلمين الذين يستطيعون تحديد سرعتهم ومستواهم الخاص بناءً على احتياجاتهم الفردية. بالإضافة إلى ذلك، توفر المنصات الرقمية فرصة لإجراء تفاعلات مباشرة بين الطلاب والمعلمين حتى وإن كانوا بعيدين جغرافيًا.
ومن الجانب الآخر، هناك مخاوف بشأن فقدان تماسك المجتمع داخل الحرم الجامعي وبناء العلاقات الشخصية بين الطلاب والتي تعتبر مهمة جدًا لتطور الشباب وشعورهم بالأمان الاجتماعي. البعض يشعر بأن الاعتماد الكبير على التكنولوجيا يمكن أن يؤثر سلبًا على مهارات التواصل اللفظي ويقلل من الاستقلالية لدى المتعلم بسبب عدم وجود حافز له للحصول على المعلومات بنفسه باستمرار تحت إشراف مباشر.
بالإضافة لذلك، يبقى القلق بشأن المساواة في الفرص حيث قد يفتقر العديد من الأشخاص إلى القدرة المالية لشراء الأدوات اللازمة أو الاتصال الصحيح بخدمات الانترنت وهذا ينطبق خصوصاً في المناطق المحرومة اقتصاديًا. أيضا، رغم تعدد الخيارات المتاحة إلا أنها ليست مناسبة لكل الموضوعات الأكاديمية؛ فبعض العلوم تحتاج للتطبيق العملي والإرشاد الشخصي الأمر الذي يصعب تقديمه رقميًا بدون تدخل بشري فعال.
وفي النهاية، يبدو واضحا أن المستقبل سوف يشهد تكامل هذين النظامين -التقليدي والرقمي- وليس استبدالا أحاديًا لأحد منهما بالآخر. ستكون المهمة الرئيسية هي تحقيق توازن مثالي بين مميزات كل طرف وخفض الآثار المحتملة للسلبية منها قدر المستطاع لتحقيق أفضل تجربة تعليم ممكنة للجيل الجديد.
