- صاحب المنشور: ذاكر بن منصور
ملخص النقاش:
تواجه العديد من البلدان حول العالم تحديات كبيرة تتعلق بتلبية الطلب المتزايد على الطاقة مع الحفاظ على بيئة صحية وتنفيذ استراتيجيات تنموية مستدامة. يشكل هذا التوتر مصدر قلق متزايد حيث تسعى الحكومات والشركات والمجتمعات إلى تحقيق توازن بين توفير موارد طاقة كافية لدعم نمو اقتصادي، وخفض الانبعاثات الضارة والحفاظ على نظام بيئي صحي للأجيال القادمة.
في حين أن تطوير واستخدام مصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود الأحفوري قد أدى إلى تحولات اجتماعية واقتصادية هائلة عبر التاريخ، فإن تأثيرها السلبي الكبير على البيئة يثير مخاوف بشأن الآثار طويلة المدى على الكوكب. يتسبب حرق هذه الموارد غير المتجددة في زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى مما يسهم في ارتفاع درجات الحرارة العالمية والتغيرات المناخية. بالإضافة إلى ذلك، تخلف عملية توليد الكهرباء باستخدام الوقود الأحفوري كميات كبيرة من النفايات الخطرة وأضرار للصحّة العامة بسبب انبعاثات الغبار ومواد أخرى ضارة.
من ناحية أخرى، توفر مصادر الطاقة المتجددة حلولاً محتملة لهذه المشاكل لأنها تميل لأن تكون صديقة للبيئة وإنتاج طاقتها أقل ضرراً بالكوكب مقارنة بالمصدرين السابقين. تشمل الأمثلة البارزة: الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية وطاقة المياه الجوفية الحرارية وغيرها الكثير والتي يمكن استخدامها مباشرة أو لتحويلها لمصادر كهربائية. إلا أنه رغم فوائدها العديدة، تعترض ممارسات إنتاج الطاقة المتجددة بعض العقبات الفنية والعلمية التي تحتاج للتغلب عليها قبل تطبيق واسع الانتشار لها بما فيه القدرة التخزينية اللازمة والاستقرار التشغيلي.
تشير الدراسات الحديثة إلى وجود جدوى اقتصادية ملحوظة لفكرة التحول نحو مجتمع قائم على الطاقة الخضراء والسعي لتطبيق تقنيات مبتكرة تعمل على دعم وتشجيع اتخاذ قرارات مدروسة للاستثمار في مشاريع ذات مردود ربحي مقابل خفض التأثيرات البيئية الناجمة عنها. وبالتالي أصبح ينظر اليوم لأجل دمج الجانبين البيئي والاقتصادي باعتباره مطلبان أساسيان لمستقبل أكثر ازدهارا وجهة نظر مشتركة تجمع كافة الأطراف المهتمين بهذا القطاع الحيوي.
إن التعامل بحكمة وعقلانية بمفهوم "تناغم" التنوع الواسع للموارد الطبيعية المتاحة بناحية واحدة، بينما نعمل أيضا بنفس الدرجة من الحرص للحفاظ عللى الصحة الاجتماعية والأبعاد الثقافية المرتبطة بها - كل ذلك تحت سقف واحد وهو الاستدامة-\*لذلك بات مطلوبا بلا شك المزيد من البحث العلمي والدراسة المكثفة بغية فهم أفضل لكل العوامل المؤثرة ولإيجاد الحلول العملية والمعقولة لحلها وستكون غايته النهائية هي الوصول لصيغة مثالية تضمن للمجتمع الإنساني حقوقه الأساسية والحفاظ كذلك علي جودة الحياة لعائلاتنا والأجيال المستقبليه .