الحكم الشرعي للتحول الجنسي: دليل للإسلام والأدلة العلمية

في عالم يتسم بتنوع الأعراف الاجتماعية والتوجهات الشخصية، يأتي بحث العديد حول هوياتهم الجنسية ليبرز تحدياً متعدد الأبعاد. بالنسبة للمسلمين الذين يجدون

في عالم يتسم بتنوع الأعراف الاجتماعية والتوجهات الشخصية، يأتي بحث العديد حول هوياتهم الجنسية ليبرز تحدياً متعدد الأبعاد. بالنسبة للمسلمين الذين يجدون أنفسهم ضمن هذه الظاهرة، هناك ضرورة ملحة لفهم الإرشادات الدينية والقانونية.

بحسب القرار الصادر عن مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي عام 1409 هـ، يُعتبر أي محاولة لتحويل الأفراد من جنس ذكر إلى أنثى، أو العكس، "جريمة تستحق العقوبة"، خاصة عندما تكون الأعضاء الذكرية موجودة لدى الشخص بدون وجود أعضاء أنثوية مقابلة، وكذلك حالة الكروموسومات (XY). يشدد المجمع على خطورة هذا العمل بأنه "تغيير لخلق الله عز وجل"، مشيراً إلى الآية القرآنية: "ولآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ". بالإضافة إلى حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يدين كل من يقوم بتعديل خلق الله.

إذاً، ماذا يحدث في حالات الجمع بين سمات الذكورة والأنوثة؟ هنا يتم النظر في الغلبة. إذا كانت المؤشرات الذكرية هي الأكثر بروزاً، يمكن تقديم علاج طبي لإزالة أي غموض حول الذكورة. وفي المقابل، لو تم التأكد من كون المؤشرات النسائية هي الغالبة، يكون من المناسب أيضاً استخدام العلاج الطبي - بغض النظر عن الطريقة المستخدمة - للتخلص من اللبس بشأن الأنوثة. ولكن يجب التنويه بأن هذا العلاج ليس بهدف تغيير خلق الله، ولكنه طريقة لعلاج المرض فقط.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى عدم اعتماد الحكم بناءً على الميل النفسي والسلوكي للشخص تجاه جنسه الجديد. فهذه الأمور قابلة للعلاج نفسيًا وسلوكيًا، بينما البعض الآخر سيظل اختبارًا يؤدي المصاب به حياته بإخلاص وثبات أمام الله. وبالتالي، لا تعتبر النوايا أو التصرفات تشبهًا بالحالة الأخرى كسبب لجواز العملية.

بعد فهم الخطوط العامة لهذا الموضوع، يأتي الأمر الثاني المهم وهو التوبة والاستقامة. يتطلب الوضع الأخلاقي إعادة التفكير والشروع في رحلة نحو الحياة وفق شريعة الإسلام. يشجع الدين المسلم على التوقف فورًا عن أي إجراءات تحويلية وغير قانونية وإعادة الجسم إلى وضعه الأصلي قدر المستطاع. ويُحث أيضًا على البحث عن دعم متخصص للتغلب على اضطرابات الهوية المرتبطة بهذا الموضوع. وأخيراً، حتى لو لم يكن بالإمكان إرجاع الحالة إلى وضعها السابق بشكل كامل، فإن الاعتراف بالذكورة واستيعاب الأدوار والواجبات المترتبة عليها مطلوب. ولذا، يعد الامتناع عن الاحتكاك بالأجنبيات وحفظ لباس الرجل وتجنب ارتداء الملابس الأنثوية مجرد جزء صغير مما يلزم القيام به.

ختاماً، عند قبول النفس والتوجه نحو الله بالتوبة النصوحة والإقدام على اتباع التعليمات المقدمة سابقاً، ستتحقق الرحمة المغفرة وتبديل السيئات بحسنات بحسب وعد رب العالمين. إنها دعوة للسعي نحو الطريق الحق تحت ظل حكم الله تعالى وحكمة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog bài viết

Bình luận