• صاحب المنشور: بوزيد الجوهري
  
  ملخص النقاش:
  

  يشهد العالم العربي تغيرات ديموغرافية وتكنولوجية متسارعة أدت إلى تحولات عميقة في هيكله السكاني واتجاهاته العمرانية. يعتبر هذا التحول نحو التحضر أحد أهم المحركات للنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي، لكنه يجلب معه مجموعة معقدة من التحديات التي تحتاج لمعالجة عاجلة.

التحديات

أبرز هذه التحديات هو الضغط المتزايد على البنية الأساسية للمدن مثل الطرق والنقل العام والمياه والصرف الصحي والبنية التحتية التعليمية والصحية. حيث تعاني العديد من المدن الكبرى في المنطقة من ازدحام مروري مستمر وانخفاض مستوى الخدمات العامة بسبب عدم مواكبة بناء البنية الأساسيه للتوسع السريع والمفاجئ. بالإضافة لذلك فإن الفجوة بين الطبقات الاجتماعية واضحة جلية مما يؤدي الى ظاهرة الاقطاع الحضاري - وهو مصطلح يشير لتوزيع غير عادل للأراضي وموارد أخرى داخل المناطق الحضرية.

الفرص المستقبلية

على الرغم من تلك العقبات إلا ان هناك فرصة عظيمة أمام دول العالم العربي للاستفادة من الوضع الحالي لتحويل تخطيطهم العمراني لصالح المواطنين. بتنفيذ استراتيجيات مبتكرة واستغلال التقنيات الحديثة يمكن تطوير مدن ذكية تتلاءم مع الاحتياجات المعاصرة وتحسن نوعية حياة المقيمين بها.

مثلاً، استخدام البيانات الضخمة والحلول الرقمية لتحسين إدارة حركة المرور والنقل العام، وبناء بيوت ذكية تعتمد على الطاقة البديلة تساهم جميعا في خلق نظام حضري أكثر كفاءة واستدامة. كما يمكن للدولة لعب دور فعال في إعادة تقييم سياساتها الخاصة بالإسكان والإشراف عليها لمنع ظهور الأحياء الفقيرة وضمان المساواة في الحصول على السكن الجيد.