• صاحب المنشور: شافية المزابي
  
  ملخص النقاش:
  في مجتمع اليوم الذي يتميز بتقدم العلم وتطور التكنولوجيا، أصبح الحديث حول العلاقة بين الدين والعلوم أكثر انتشاراً وأهمية. هذا الحوار مهم ليس فقط للمفكرين الفلسفيين ولكن أيضاً للناس العاديين الذين يسعون لفهم العالم حولهُم ضمن منظور دينِي وعلمي متوازن.

غالباً ما يُنظَر إلى تباعدٍ أو تضاد بين الدِّين والعِلم بسبب اختلاف الأسس التي يقوم عليها كل منهما؛ فالعلوم تعتمد على التجربة والملاحظة والاستدلال المنطقي لوصف الكون، بينما يعتمد الدين عادة على الوحي الإلهي وكشف الغيب كمصادر رئيسية لأصول التشريع والإرشادات الأخلاقية والمعرفة الروحية. لكن الواقع يشير إلى وجود نقاط تقاطُع وإمكانيات للتوافق بين هذَين المجالَين المهمَّين جدًا بالنسبة للإنسان.

إن فهم الآليات الطبيعية للعالم من خلال البحث العلمي يمكن أن يعزز إيمان المسلم المتدين إذا علم أنه خلق وفق نظام دقيق ومجزّى المستوى كما ورد في القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى: "start>وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلكِنْ هُوَ عَلَى ذَلِكَ لَمِنْ المُؤْمِنِينَend>" [هود:١١٨-١١٩]. وبالتالي فإن دراسة الظواهر العلمية ليست منافسة للدين بل هي تأكيد له.

من ناحية أخرى، قد يؤدي عدم فهم طبيعة الأحداث والكشوف العلمية الجديدة إلى سوء تفسير لدى البعض مما يدفع بعض الأشخاص لتجاهلها بحجة أنها تخالف التعاليم الدينية. هنا يأتي دور الوسطاء الثقافيين والفلاسفة والدعاة والمفكرين لمساعدة الناس على إدراك مكانتهم الصحيح واتزان وجهة نظرهم تجاه هذه القضية الشائكة. إن تبني نهج تكاملي يتيح فهم الدين بشكل أفضل وفائدة أكبر لنشاطنا المعرفي العام هو هدف نبيل يستحق العمل والسعي إليه بكل جد واجتهاد.

الوسوم المستخدمة:

*

: الفقرات

*

: العناوين الفرعية

هذه المقالة توضح كيف يمكن أن تكون هناك أرضية مشتركة بين المعارف الدينية والثقافية والنظرية العلمية الحديثة طالما تم استخدامهما بطريقة موضوعية ومتوازنة تحترم قيمة كل منها وحدوده الخاصة به دون فرض أحدهما على الآخر بالقوة أو الاستئصال الذاتي لإحدى الجوانب لصالح الأخرى بشكل كامل وفوري كما يحصل عند العديد ممن يريد ضرب أحداهما بالآخر تحت مظلة "التناقض".