ميسون بنت بحدل الكلبيّة..❗
أمّ يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، كانت ذات جمال باهر، أعجب بها معاوية، فهيّأ لها قصرًا مشرفًا على غوطة دمشق، ووشّاه بأنواع الزّخارف وأواني الفضّة والذّهب والدّيباج الرّوميّ، وملأه بالوصائف والخدم، ثمّ أسكنها هذا القصر ظنًا مِنْه أنّ ذلك سيبهرها⬇️ https://t.co/ETalJF7rmo
ولكنّ ميسون تذكّرت نجدًا مسقط رأسها، وحنّت إلى الأهل، فبكت، وأنشدت:
"لبيتٌ تخفـقُ الأرواحُ فيهِ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قصـرٍ منْـيفِ
ولبسُ عـباءةٍ وتقـرَّ عينـي
أَحَبُّ إِلَيَّ مِن لبسِ الشّفوفِ
وأكلُ كسيرةٍ في كسرِ بيتـي
أَحَبُّ إِلَيَّ مِن أكـلِ الرغيفِ..⬇️
وأصواتُ الرِّياحِ بكلِّ فجٍّ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَقْـرِالدّفوفِ
وكلبٌ ينبحُ الطُّرّاقَ دُونِي
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هـرٍّ أليفِ
وبَكرٌ يَتْبعُ الأظعانَ صعـبٌ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بعـلٍ زفوفِ
وخرقٌ مِنْ بني عَمِّي نحيفٍ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ علجٍ عنوفِ..⬇️
خشونةُ عِيْشتي في البَدوِ أَشهَى
إِلى نفسِي مِنْ العيشِ الطّريفِ
فما أَبغِى سوى وطني بديـلاً
وما أبهاهُ مِنْ وطنٍ شريـفِ".
فلمّا دخل معاوية عرّفته إحدى الوصيفات، بما قالت ميسون فقال: "ما رضيت ابنة بحدل حتّى جعلتني علجًا عنوفًا؟.. هي طالق ثلاثًا"..
ثمّ سيّرها..⬇️
إلى أهلها في نجد، وكانت حاملاً بابنه يزيد فولدته بالبادية، وأرضعته سنتين، ثمّ أرسلته إلى أبيه غير نادمة، بل كانت مزهوّة بعودتها إلى ترابها وأترابها، رغم أنّها فارقت معاوية.
.
رضي الله عن معاوية.