قلة النوم مشكلة شائعة تؤثر سلباً على الصحة العامة للفرد وتؤدي إلى عواقب صحية خطيرة إن استمرت لفترة طويلة. هناك عدة أسباب قد تساهم في هذه المشكلة، والتي تشمل عوامل بيولوجية وبيئية ونمط الحياة.
أولاً، يمكن أن تكون العوامل البيولوجية مثل الاضطرابات الهرمونية واضطرابات النوم الوراثية أحد الأسباب الرئيسية لقلة النوم. بعض الحالات الطبية، كمرض السكري وضغط الدم المرتفع، وأيضا القلق والاكتئاب النفسي، كلها عوامل تؤثر على نوعية ونوع نوم الشخص.
ثانياً، نمط الحياة غير الصحي يلعب دوراً رئيسياً أيضاً. الإفراط في تناول الكافيين والكحول قبل النوم مباشرة، بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والموبايل قبل وقت النوم، كل ذلك يعيق قدرة الجسم على الاسترخاء والنوم بشكل طبيعي. كذلك، عدم ممارسة النشاط البدني المنتظم والتخطيط المكثف للأعمال اليومية بدون فترات راحة كافية يؤثران بشكل كبير على الحصول على ساعات نوم كافية.
ثالثاً، البيئة المنزلية تلعب دورها أيضا. الضوضاء الداخلية والإضاءة القوية جداً في غرف النوم يمكن أن تعرقل عملية النوم الطبيعية. كما أن درجة حرارة الغرفة وراحة الفراش والألحفة أيضًا لها تأثير مباشر على الراحة أثناء الليل.
عواقب قلة النوم متنوعة ومتعددة الجانب. فهي تتضمن زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية وأنواع معينة من السرطان. علاوة على ذلك، تؤدي قلة النوم إلى ضعف الجهاز المناعي مما يجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفيروسية والبكتيرية. نفسياً، قلة النوم مرتبطة بالتوتر والقلق والاكتئاب وقد تؤثر حتى على القدرة المعرفية والوظائف الإدراكية للشخص.
لتحسين حالة النوم، ينصح باتباع روتين يومي منتظم يشجع على الهدوء والاسترخاء قبل موعد النوم بنصف ساعة تقريباً، وتجنب المواد المنبهة بعد الساعة السادسة مساءً، وممارسة الرياضة خلال النهار ولكن ليس بالقرب من الموعد المحدد للنوم. بالإضافة لذلك، خلق بيئة هادئة ودافئة وجيدة التهوية سيخلق ظروف مثالية للاسترخاء والنوم الجيد. أخيرا وليس آخرا، عند وجود شكوك حول وجود مشاكل متكررة بالنوم، يجب زيارة الطبيب للحصول على التشخيص والدعم المناسبين.