- صاحب المنشور: مسعود بن الأزرق
ملخص النقاش:
تواجه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حاليًا تحولًا كبيرًا نحو التطبيق الواسع النطاق في مختلف الصناعات. على الرغم من الفوائد العديدة التي توفرها مثل الكفاءة المتزايدة وتحسين العمليات واتخاذ القرارات المبنية على بيانات قوية؛ إلا أنها تثير أيضًا مخاوف أخلاقية حاسمة تتعلق بالخصوصية والأمان والحياد العرقي والديني. تعد هذه القضايا ضرورية للمناقشة والنظر فيها عند وضع سياسات واستراتيجيات آمنة ومسؤولة لدمج حلول AI. وفي هذا السياق، يتعين علينا التوفيق بين الهدف التجاري للربحية مع مسؤوليتنا الاجتماعية للتأكد من أن تطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي يحترم حقوق الإنسان والقيم الأساسية والمبادئ الإنسانية الأخرى.
في البداية، ينبغي الاعتراف بأن الثورة الرقمية الحالية ولادة لمجموعة جديدة من القضايا القانونية والأخلاقية المتعلقة باستخدام البيانات الشخصية وكيف يتم جمع المعلومات والمعالجة والاستخدام منها. إن مشكلة عدم الشفافية حول كيفية عمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي المعقدة تشكل تهديداً جديراً بالحذر حيث يمكن لهذه الخوارزميات غير المرئية اتخاذ قرارات قد تؤثر بشدة على حياة الأفراد ومستقبلهم الوظيفي. فمثلاً، قام بعض مؤسسات الإقراض بتقديم خدمات تعتمد كلياً على نتائج تقديرات المخاطر بناءً على أدوات ذكاء اصطناعي تم تدريبها سابقاً بواسطة عينات بيانات تحتوي عوامل تحيز ضد الأقليات أو الأشخاص الأكثر عرضة للفقر مما يعطي انطباع خاطئ بانعدام الجدوى المالية لهؤلاء الأفراد الأمر الذي يسبب حرمانهم من الحقوق الاقتصادية الأساسية ويعمق ظاهرة التقسيم الطبقي الاجتماعي.
ومن الجانب الآخر، لدينا مثال آخر وهو سوق العمل الآخذ بالإغراق بمجموعة متزايدة باستمرار من الروبوتات ذات القدرات التشغيلية المرتفعة نسبياً مقارنة بأدوار البشر التقليدية. بينما يجلب ذلك عدداً أكبر من فرص العمل الجديد الذي تستلزمه صناعة الخدمات اللوجستية الحديثة ويتطلب مهارات مختلفة تمام الاختلاف عنها، فهو أيضاً يشيع حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل وجود عدد الأيدي العاملة البشرية وفقدان دخلها بسبب استبدالهما بالتكنولوجيا الجديدة. وهذا الوضع مؤشر محتمَل لفجوة رأسمالية محتملة تضيق الفرصة أمام طبقات اجتماعية واسعة لاتمتع بإمكانية الوصول إلى التدريب والتوسعة المستمرة للمعارف اللازمة للحفاظ على مكانتهم ضمن اقتصاد قائم أساساً على الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي. لذلك ومن أجل ضمان انسجام المجتمع تجاه مساعي تجددها الذكاء الاصطناعي ولمساعدة الجميع على تحقيق طموحاتهم المشروعة بغض النظرعن خلفياتهم الثقافية والاقتصادية والحضرية وغيرها الكثير، أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى التأكيد بصرامة على اعتبار تطبيق إجراءات تنظيمية ملزمة وقوانين صارمة لحماية الخصوصية وضمان الحيادية وعدالة النظام البيئي الرقمي إضافة لنهج تعليمي شامل يوفر فرصة التعلم لأكبر قدر ممكن من السكان وبشكل مجاني حتى تتمكن كل الشعوب والعقائق المختلفة من الاستعداد جيداً لهذا التحول الجذري.
إن هدف تحقيق توازنٍ فعالٍ بين مصالح القطاع الخاص ومتطلبات المساواة والحريات الإنسانية يعد أمر حيوي للغاية لتحقيق مجتمع رقمي أفضل وأكثر شمولاً. فالابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي سوف يستمر بلا شك لكن المهم هو كيف نوجه هذا الات