- صاحب المنشور: مديحة بن فضيل
ملخص النقاش:
تمر العديد من المناطق المحرومة حول العالم بتحديات كبيرة تخص القطاع الصحي. هذه التحديات غالباً ما تكون نتيجة لنقص الخدمات الأساسية والتمويل الكافي والموارد الضرورية الأخرى. يعتبر الوصول إلى خدمات الرعاية الطبية واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا التي تواجهها هذه المجتمعات. يعاني الكثير منهم من بعد كبير عن مراكز العلاج الرئيسية، مما يؤدي إلى تأخير الحصول على العناية اللازمة والذي قد يتحول إلى عواقب صحية خطيرة أو حتى مميتة في بعض الحالات.
بالإضافة لذلك، فإن جودة الخدمات المقدمة ليست دائماً مرضية. حيث يمكن أن تشمل مشاكل مثل نقص الأطباء المدربين جيداً، عدم كفاية المستلزمات الطبية وأجهزة التشخيص الحديثة، وانعدام الاحتياطات الوقائية المناسبة داخل المؤسسات الصحية نفسها. هذا الوضع ينتج عنه سوء رعاية المرضى وتزايد معدل الوفيات المبكرة بين الفئات الأكثر ضعفًا كالنساء والأطفال وكبار السن.
وتبرز العقبات المالية أيضاً كتأثير رئيسي آخر يحول دون تلقي سكان المناطق الفقيرة لرعاية طبية مناسبة. إن تكلفة الدواء والعلاج وغالبًا الرسوم المتعلقة بالتشخيص الأولي خارج نطاق القدرة الشرائية للأغلبية هناك. كما تؤثر الظروف الاقتصادية الضاغطة بشدة على قدرتهم على تحمل مصاريف نقل الأفراد للمستشفيات البعيدة نسبياً عن أماكن سكناهم.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار حاجة هكذا مجتمعات لتوفير خيارات علاج بديلة تراعي خصوصيتها الثقافية والدينية والتقاليد الاجتماعية الخاصة بها. فالتخطيط الاستراتيجي الذي يأخذ تلك الجوانب بالحسبان يعمل على تحسين فعالية تقديم الخدمات ويضمن سهولة فهم واستيعابها من قبل مستخدميها المحتملين ضمن تلك البيئة ذات الطبيعة المعزولة نسبياً.
وفي النهاية، يبدو واضحا ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة ومؤثرة لحل المشكلتين المرتبطتين بنقص موارد الصحة العامة وبفجوة المسافات الجغرافية المؤدية لها والتي تفاقمت حدتها مؤخراً بسبب جائحة كورونا العالمية الأخيرة وما فرضته من قيود واحترازات غير مسبوقة أثرت بطبيعتها على صعيد دول شمال وجنوب الكوكب دون استثناء!