قصّة
زار الإمام الشافعي رحمه الله تعالى الإمام أحمد بن حنبل ذات يوم في داره.... وكانت للإمام أحمد ابنة صالحة تقوم الليل وتصوم النهار وتحب أخبار الصالحين والأخيار ، وتود أن ترى الشافعي لتعظيم أبيها له....
*فلما زارهم الشافعي فرحت البنت بذلك ، طمعاً أن ترى أفعاله وتسمع مقاله..
وبعدما تناول طعام العشاء قام الإمام أحمد إلى صلاته وذكره ، والإمام الشافعي مستلقٍ على ظهره ، والبنت ترقبه إلى الفجر..!!!*
وفي الصباح قالت إبنة الإمام أحمد لأبيها :
يا أبتاه : أهذا هو الشافعي الذي كنت تحدثني عنه ؟
قال : نعم يا ابنتي....
*فقالت : سمعتك تعظم الشافعي وما
رأيت له هذه الليلة لا صلاةً ولا ذكراًٍ ولا ورداً....؟*
وقد لا حظت عليه ثلاثة أمور عجيبة..!!!
قال : وما هي يا بنية... ؟
قالت : أنه عندما قدمنا له الطعام أكل كثيراً على خلاف ما سمعته عنه...!!!
وعندما دخل الغرفة لم يقم ليصلي قيام الليل..!!!
وعندما صلى بنا الفجر صلى من غير أن يتوضأ..!!! .
فلما طلع النهار وجلسا للحديث ذكر الإمام أحمد لضيفه الإمام الشافعي ما لاحظته ابنته ،
فقال الإمام الشافعي (رحمه الله):
يا " أبا محمد " :
*لقد أكلت كثيراً لأنني أعلم أن طعامك من حلال ، وأنك كريم ، وطعام الكريم دواء
وطعام البخيل داء ، وما أكلت لأشبع وإنما لأتداوى بطعامك..!!!*
وأما أنني لم أقم الليل فلأنني عندما وضعت رأسي لأنام نظرت كأنً أمامي الكتاب والسنة ففتح الله عليّ باثنتين وسبعين مسألة من علوم الفقه رتبتها في منافع المسلمين ، فحال التفكير بها بيني وبين قيام الليل..!!!