إذا تمخضت مفاوضات فيينا كما يبدو من البوادر الأولى عن عودة واشنطن للاتفاق النووي بتعديلات طفيفة فمعنى ذلك أن إيران فرضت واقعا في المنطقة، وأن الغرب بهذا الاتفاق قبل بهذا الواقع وبالتعايش مع استراتيجية الميليشيا الايرانية على حساب العرب. من المسؤل عن ذلك؟ الغرب؟ أم الدول العربية؟
ليس هناك مفاجأة كبيرة في الموضوع. دخلت إيران العراق في ٢٠٠٣ مع الأميركيين، ثم ذهبت لسوريا، واليمن. قبل ذلك للبنان. وأغلب الدول العربية كبيرها وصغيرها يلتزم الصمت ليس موافقة، بل بعضها خوفا، وبعضها غض طرف، وثالث فاقد للرؤية والحيلة. ضع نفسك في مكان الغرب. كيف سيبدو لك هذا المشهد؟
انتقلت أوروبا في ستينات القرن الماضي من الاستعمار العسكري لمرحلة الهيمنة التكنولوجية والاقتصادية، ثم الخوف من الحروب. وصلت اميركا للنهاية نفسها بدون المرور بمرحلة استعمارية. الصين وروسيا يستخدمون كل دولة مناوئة للغرب ورقة سياسية. وحدهم العرب لم يغادروا ماضيهم السياسي المنقسم.
النتيجة في النهاية واضحة. مع هيمنة الاقتصاد والتكنلوجيا في الغرب بات السوق يفرض رؤية الخوف من التورط في حروب إقليمية تخص أهل الإقليم قبل غيرهم. ثانيا أن ما يبدو قوة إيرانية هو في الواقع انعكاس لضعف وانقسام سياسي عربي، قبل أن يكون ضعفا عسكريا. المشكلة عربية وليس لها إلا حل عربي.