- صاحب المنشور: نور الدين البلغيتي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحديث، أصبح الدمج بين التكنولوجيا وتجارب التعليم مسألة خلافية. بينما يروج البعض للتكنولوجيا كجسر نحو مستقبل تعليمي أكثر تفاعلًا وإبداعا، يشكك آخرون فيما إذا كانت هذه الوسائل الجديدة تحوّل فعليّا العملية التعلمية إلى تجربة آلية ومبتذلة أو حتى تهدد القيم الأساسية للطرق التقليدية في التدريس. هذا المقال يستعرض وجهتي النظر الرئيسيتين ويستكشف الجوانب الإيجابية والسلبية لاستخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية الحديثة تحت المجهر الواسع لتقييم مدى تأثيرها على عملية التعلم بكافة جوانبها.
تُعدّ إحدى الأسباب الرئيسية لرفض بعض المعلمين والتلاميذ لتطبيقات الـ"edtech"، هي الخوف من فقدان الشخصية الإنسانية للمعرفة أثناء نقل المعلومة. فالطريقة التقليدية للتعلم تعتمد بشدة على التواصل الشخصي والعلاقة الحميمة التي تتشكل بين الطالب والمعلم داخل الفصل الدراسي. إلا أنه مع ظهور تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبرامج التعليمية عبر الإنترنت، قد يتقلص دور المعلم من مدرب شخصي وشريك تعلم حيوي إلى مجرد محرك للدروس الآلية والمفبركة رقميا والتي ربما تفشل بتوفير بيئة محفزة للتفكير الحر والإبداع لدى الناشئة الصغار والكبار أيضا. إن المجتمع التربوي الحالي مقبلٌ على تحدٍ حقيقي يتمثل باستيعاب وفهم كيفية موازنة فوائد وأخطار طفرة تكنولوجية هائلة تمس جذور نظام التعليم الذي عرفناه منذ سنوات طويلة مضت.
من الجانب الآخر، تدعم اتجاهات متزايدة دمج وسائل الاتصالات عالي الكفاءة ضمن استراتيجيات وطرائق التدريس المتنوعة وذلك لمواجهة مجموعة متنوّعة ومتباينة من الحاجات المعرفية والفكرية للأجيال الشابة اليوم الذين تربوا وسط عالم رقمي انطلق بسرعة البرق خلال عقد واحد فقط! حيث توفر أدوات التكنولوجيا الحديثة قدر أكبر من المرونة والديناميكية وقدرات التحليل المتعمقة للحالات الاستثنائية كما تساعد -إضافة لذلك– في تزويد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بخيارات مبتكرة تناسب وضعهم الخاص مما يؤدي بدوره لتحسين نتائج تحصيلهم الأكاديمي بشكل ملحوظ مقارنة بحالهما قبل تطبيق تلك الحلول التكنولوجيه المستحدثة مؤخراً . وبالتالي فإن الاعتقاد بأن تقنية المعلومات ستحل محل الإنسان تماماً هو أمر غير واقع إذ أنها تساهم بالفعل بإحداث نقله ثورية نحو تقدم شامل وخلاق لكن بشرط أخذ الحيطة والحذر بشأن تحديد حدود استخداماتها المناسبة وضوابط تنظيمها القانونية والأخلاقية كذلك لإدامة توازن مطلوب للغاية لحماية حقوق البشر وكرامتهم فوق أي اعتبار آخر مهما بلغت أهميتها العلمية وضرورتها العمليه لمنسوبي قطاع التعليم خصوصاً وجميع قطاعات القطاعات الأخرى عموما أيضاً!
ومن الأمثلة الواقعية المؤثرة نجاح العديد من المدارس الحكومية حول العالم بعد تبنيها نماذج جديدة للإدارة الإلكترونية أثمرت زيادة كبيرة بمعدلات اجتياز الاختبارات النهائية وتحقيق معدلات شرف عالية لدى طلابها بالإضافة لتقليص نسبة الانقطاع المبكر عن مقاعد الدراسة بنسب مرتفعه جديرة بالتسجيل والتوزيع العالمي نظراً لفرادتها وتميزها النوعي الهائل والذي يصنع الفرق الكبير حقاً ! وفي المقابل، نجد مثلاً دراسة أجرتها جامعة هارفارد أكدت وجود علاقة قوية بين الوقت الطويل الذي يقضيه الشباب أمام شاشة الكمبيوتر وانخفاض مستوى تركيز انتباههم وقدرتهم علي فهم المفاهيم واتقان المهارات الاجتماعية كالحديث والتعبيرعن الذات بحرية وث