ظهرت في اليمن الحبيب موجة معادية للصحابة من أهل البيت؛ كردّ فعل عكسي على انتشار التشيع وهيمنته، وهذه الموجة يقودها مثقفون من خلفيات مختلفة -إسلامية وعلمانية-، ولها انتشار يتنامى بسرعة.
مؤخراً، وقفت على مقالات لهم طالت مقام عليّ والحسين رضي الله عنهما بالطعن والإساءة الصريحة.
وهذا الطرح لا يمكن أن يحقق مقاومة حقيقية للمد الشيعي، فهو مصادم لأساس الطرح السني، ونتيجته الحتمية: زيادة في التفرق وإضعاف للهوية ومخالفة للشريعة.
وهكذا يفتت هؤلاء المثقفون -بسذاجة- مكونات الهوية الباعثة على الانتهاض، بينما يتمسك الآخرون بهويتهم ويزدادون التفافا حولها.
المدّ الشيعي المهيمن والمحيط بنا (والذي يتوقع مزيد توسع له أيضا) لا يمكن مقاومته بردات فعل -عمياء- كهذه.
بل لا بد من عودة صحيحة إلى هويتنا وتربية الجيل الصاعد عليها والاعتزاز بها والتجديد من خلالها، ولا بد من بث الوعي وإيقاظ الغافلين وإحياء العزائم؛ وإلا فلا تسل عن الهلَكة.
على الغيورين من أهل الفضل أن ينهضوا بمشاريع شبابية واقعية تنتهض بهم إيمانيا وفكريا ونفسيّاً، وأن يستكثروا من المحاضن التربوية التي تستصلح البذور، وأن يكونوا قدوة عملية لهؤلاء الشباب، وأن يبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وأن تكون غايتهم: إحياء جيل جديد يحفظ الأصول من الفناء.