• صاحب المنشور: عبد القادر بن قاسم
  
  ملخص النقاش:
  

  تُعتبر تكنولوجيا بلوكشين أحد أكثر التقنيات ثورية وتطوراً في عصرنا الحالي؛ حيث تعمل كقاعدة بيانات موزعة تُدخل المعاملات والبيانات بأمان وعدالة. لكن، رغم الفوائد العديدة التي توفرها هذه التكنولوجيا مثل الشفافية والأمان العالي، إلا أنها تواجه انتقادات متزايدة بشأن تأثيرها المحتمل على البيئة.

أولاً، ننظر إلى الاستخدام الكبير للطاقة الذي يتطلب تشغيل شبكات البلوكشين الحالية مثل Bitcoin. يتم استخدام عملية تسمى "التعدين"، والتي تتضمن حل مشكلات رياضية معقدة باستخدام قوة حسابية هائلة، لإضافة كتل جديدة إلى سلسلة الكتل (Blockchain). هذا يستنزف كميات كبيرة من الكهرباء، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون. فعلى سبيل المثال، يقدر بعض الخبراء أن استهلاك طاقة الشبكة الخاصة ببرنامج البيتكوين يساوي تقريبًا استهلاك نظام كهربائي كامل لبلد صغير.

بالإضافة إلى ذلك، هناك القلق حول إدارة البيانات والتخزين المرتبط بهذا النظام الرقمي. كل كتلة تحتوي على مجموعة من المعاملات السابقة لها بالإضافة إلى معلومات أخرى تتعلق بالشبكة. وهذا يعني أنه مع مرور الوقت، ستنمو قواعد بيانات البلوكشين بشكل كبير، مما قد يشجع على بناء مراكز بيانات ضخمة ومستهلكة للطاقة.

البدائل المستدامة

رغم الصعوبات البيئية المتعلقة بتكنولوجيا البلوكشين الحالية، إلا أن البحث مستمر لتحسين قابلية إعادة الاستخدام والاستدامة لهذا النوع من الأنظمة. فمثلاً، ظهر مشروع جديد يسمى Proof-of-Stake بديلاً عن طريقة العمل القديمة proof-of-work في قطاع العملات المشفرة مثل الإيثريوم. هذه الطريقة الجديدة تعتمد أقل بكثير من الطاقة ولها آثار بيئية أقل مقارنة بطرق العمل السابق.

كما تسعى بعض الشركات والمبادرات الفنية لاستخدام نماذج خضراء أكثر أو التحول نحو موارد طاقة نظيفة أثناء التشغيل اليومي لأنظمتها. ولكن يبقى الأمر بحاجة لمزيدٍ من الدعم الدولي والإرشادات الحكومية للتوجيه نحو تحقيق هدف عالم رقمي أخضر وصحي للأجيال القادمة.