- صاحب المنشور: بشير البدوي
ملخص النقاش:
يشكل تطور الذكاء الاصطناعي تحديًا كبيرًا ومثيرًا للنقاش حول مستقبل سوق العمل. مع تقدم التكنولوجيا بسرعة هائلة، بدأ العديد من الخبراء يدرس التأثيرات المحتملة لهذه التقنية المتقدمة على الوظائف والأعمال التجارية. قد يتسبب هذا التحول في فقدان بعض الوظائف بينما يخلق فرص جديدة تمامًا.
في الجانب السلبي، هناك مخاوف بشأن الاستبدال الكبير للقوى العاملة البشرية بسبب الروبوتات والأنظمة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. هذه الأنظمة قادرة على أداء مهمات متكررة أو خطيرة بكفاءة أكبر وبأخطاء أقل مقارنة بالإنسان. وهذا يعني أن عددًا كبيرًا من الوظائف الحالية التي تتطلب مهارات فنية محددة يمكن أن تصبح زائدة عن الحاجة. ولكن رغم ذلك، فإن الانطباع القائل بأن الذكاء الاصطناعي سيؤدي لخسارة جميع الوظائف ليس دقيقًا؛ لأن التقدم التكنولوجي غالبًا ما يؤدي إلى خلق وظائف جديدة غير موجودة حالياً.
على الجانب الإيجابي، يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً هائلة للشركات والمجتمع ككل. فهو يساعد الشركات على تبسيط العمليات وتحسين الكفاءة وخفض التكاليف. كما أنه يعزز الابتكار ويفتح أبواباً أمام حلول مبتكرة لمشاكل كانت تبدو مستعصية الحل سابقاً. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تقديم الخدمات الصحية، التعليم، والنقل وغيرها الكثير.
ومن منظور آخر، يستطيع الذكاء الاصطناعي مساعدة الأفراد بتوفير وقت وجهد إضافيين لإعادة توجيههم نحو أعمال أكثر ذكاءً واتصالاً بشخصيته الفريدة. فالوظائف المستدامة هي تلك التي تعتمد أساساً على المهارات الإنسانية مثل التعاطف، الابداع, الحكم الذاتي, والتواصل الاجتماعي والتي يصعب تزويدها بنفس الدرجة بواسطة الآلات حتى الآن. لذلك، يُشجع المعنيين بالتكنولوجيا على تعلم وتعلم المزيد حول علوم البيانات والبرمجة والاستعداد لتلبية طلب السوق الجديد الذي ستنشئه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وفي النهاية، يبقى الأمر متوقفا على كيفية توظيف هذه الفرصة الجديدة سواء كان ذلك لصالح المجتمع أم ضده. إنها مسؤوليتنا كمواطنين عالميين واجتماعاتنا السياسية المحلية للتأكد من استكمال جهود تطوير الذكاء الاصطناعي ببرامج تدريب داعمة للأشخاص الذين قد يفقدون وظائفهم وقدرات اقتصادية اجتماعية للحماية من آثارها الضارة وتعزيز المكاسب والفوائد منها.