- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُشكِّل الثورة الرقمية تغيُّراً جذرياً في كل جوانب حياتنا اليومية، ولا سيما مجال التعليم. لقد أحدثت التكنولوجيا تحولات كبيرة طورت التجربة الأكاديمية للمعلمين والطلاب على حد سواء؛ حيث بات بإمكان الطلاب الوصول إلى كم هائل من المعلومات والمعرفة عبر الإنترنت، مما يوسع نطاق فرص التعلم الذاتي والتواصل مع الآخرين حول العالم. لكن رغم هذه الفوائد الواضحة، تواجه عملية دمج التكنولوجيا في النظام التعليمي العديد من التحديات التي تستدعي اهتمامنا وجهودنا لمواجهتها بكفاءة.
أولى تلك التحديات تكمن في المخاوف المتعلقة باستخدام أدوات التكنولوجيا كمساعدات للغش أو اختراق الامتحانات، بالإضافة إلى احتمالية زيادة الاعتماد عليها بشكل مفرط وعدم القدرة على حل المسائل بدونها. ثانيًا، هناك مخاطر صحية محتملة مثل ضعف البصر وضعف التركيز نتيجة الاستخدام المكثف لأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأخرى. علاوة على ذلك، قد يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال ساعات الدراسة إلى تشتيت انتباه الطلاب وضياع الوقت المفيد. وأخيراً وليس آخراً، فإن عدم توفر شبكة إنترنت موثوق بها ومستدامة يمكن أن يعيق تقدم العملية التعليمية ويؤثر بالسلب على تجربة leaning hybrid الجديدة والتي تعتمد بشدة على الاتصال الافتراضي والدروس المحوسبة.
وعلى الرغم مما سبق ذكره، فإنه يمكن استغلال مزايا التكنولوجيا لتحقيق نتائج ايجابية ملحوظة إذا اتخذنا خطوات مدروسة لاستثمارها بشكل فعال داخل نظامنا التربوي الحالي والمستقبلي أيضاً. فعلى سبيل المثال، يُمكن تطوير برمجيات تعليمية متخصصة مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات المختلفة للطلاب بغض النظرعن مستوياتهم وقدراتهم وقدرات خاصة بهم. كما يمكن تصنيع تقنيات تفاعلية تساعد المعلمين على تتبع تقدُم طلابهم وتوفير تغذية راجعة شخصية لهم لحثهم نحو تحقيق افضل ادائهن التحصيلية والإنجازات العلمية المرتبطة منها مباشرة بتلك التقنية ذاتها كالذكاء الاصطناعى مثلاً والذي يعد أحد أهم عناصر خارطة الطريق المحتمل تطبيقها حالياً لارتباط ارتباط وثيق بعالم المستقبل المنشود عالم تكنولوجى بامتياز يستحق حقاً الجهد المبذول لإعداد جيل قادرعلى مواجهة تحديات الحاضر ومتطلباته بلا شك!!
في الختام، يتضح بجلاء ضرورة وجود رؤية واضحة لاستخدام التكنولوجيا ضمن بيئات تعلم حديثة تضمن تحقيق أفضل مردود ممكن لكل الأطراف المعنية بينما تساهم أيضا في بناء مجتمع قائم أساسا على المعارف المنتشرة جغرافيا وتمكين أفراد هذا المجتمع ثقافيا وفكريا كذلك بفضل خلق مناخ مفتوح يشجع طلبة العلم علي البحث والاستقصاء واتخاذ القرارات المصيرية بكل هدوء ورويه مناسبتان للظروف القادمة العالمية اجمع . وبالتالي ، يعد تغيير نهجنا تجاه الدمج المشترك للتكنولوجيا والتعليم أمرًا حيويًّا لإحداث نقلة نوعية في مسيرة النهضة الشاملة داخل مجتمعاتنا العربية وعالمنا الكبير بأكمله أيضًا!