- صاحب المنشور: ميار المهيري
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المعاصر، حيث تتزايد أهمية العلم والتكنولوجيا وتسارع تقدمها بشكل مذهل، يطرح سؤال حاسم حول العلاقة بين الدين والعلوم. هل ينبغي اعتبار هاتين المجالين متنافرين أو مكملين لبعضهما البعض؟ هذا النقاش ليس حديثًا بقدر ما هو مستمر ومتجدد عبر التاريخ الإنساني، وقد اتخذ أشكالاً مختلفة بحسب الثقافات والأزمان المختلفة.
بالنظر إلى الماضي، نجد أن هناك العديد من الأمثلة التي توحي بتفاعل وثيق بين الدين والعلوم. ففي الحضارات القديمة مثل الإغريق والفراعنة والبابليين والإسلامي الأولوية، كانت الأبحاث العلمية غالبًا مدفوعة بفهم أعظم للخلق وأنماط الكون كما وردت في الكتابات الدينية المقدسة. على سبيل المثال، كان الفلاسفة اليونان القدماء مثل أفلاطون وأرسطو يستلهمون حقائق علمية من الأساطير والدين لتفسير الظواهر الطبيعية. وبالمثل، شهد العالم الإسلامي تطورات كبيرة في الرياضيات والطب والكيمياء خلال فترة ازدهار العلوم الإسلامية بسبب تداخل الأفكار الدينية مع البحث الجاد والعلمي المستند إلى التجربة والملاحظة.
ومع ذلك، فإن العلاقات بين الدين والعلوم لم تكن دائمًا يسيرة وخالية من الصراعات. فقد تعرض بعض علماء المسلمين للمساءلة والقمع بسبب قراءتهم المفتوحة للأحاديث النبوية والسنة المحمدية مما أدى بهم لاتباع نظريات تناقض العقيدة الإسلامية التقليدية آنذاك كدعوى اقلدوس حول جولة الأرض وغيرها والتي عارضتها الآراء الغالبة وقتها تحت تأثير القياس والاستنتاج المنطقي . وفي أوروبا خلال عصر النهضة والثورة العلمية الحديثة، واجه ثوار العصر الحديث تحديات كبيرة نتيجة تعارض تصوراتهم الجديدة ومناهجهم التحليلية لما يسمونه بحقائق ثابتة بذاتها حسب نصوص دينية تقليديه قديمة . مثال شهير هنا يتعلق بمناقشات كتاب "السماء والموازين" الذي ألفه جيوردانو برونو والذي ادعى فيه بأن الشمس ليست مركز الكون وان الكون واسع وتعدد وجود حياة خارج الارض وهو ما اعتبر محرم بالمساس بالمبادئ المسيحية الثابتة المتعارف عليها حين ذاك.
وفي القرن العشرين، استمرت هذه المناظرات ولكن بأشكال جديدة أكثر تعقيدا. فعلى سبيل المثال، ظهر نقاش مهم بشأن نظرية داروين للتطور البيولوجي وكيف يمكن توافقها مع العقائد اليهودية والمسيحية والإسلامية التي تعتقد بخلق الله للحياة على وجه الأرض مباشرة بدون مراحل انتقاليه طويلة المدى تشرح كيف حدث تحول نوع البشر تماما وفق توصيف سفر التكوين ضمن الأسفار المقدسه لجميع تلك الاديان الثلاث الكبيره مجتمعة إلا إن آرائهن مختلفه بإخلاص فيما يعد تفاصيل عملية الخلق نفسه وما إذا كان حدث دفعة واحدة ام بشكل تدريجي تمركز حول دور الوراثة والمصادفات العرضيه داخل بيئة الافراد الحيوانيه والنباتيه اثناء حدوث تغيرات اقليميه جويه مثلاً تؤثر بجذب الانتخاب الطبيعي نحو مزيا خصائص معينة لدى ذرية جنس حي معين مقارنة ببقية الأنواع الأخرى القائمه معه داخل نفس النظام البيئي المشترك مؤقتا قبيل انقراض قسم منها ليحل محله آخر أقوى منه قدرته البقاء بالحفاظ علي ميراث موروث سابق له مصمم بطريقة تضمن له فرصة أكبر ضد ظروف بيئية غير مضمونة بقاء النوع المعتاد عليه سابقا بها ليبقى ويعيش دورا جديدا عوض المسار السابق المؤدي لانقطاعة تامّة إذن ربما فكرة كون الحياة جاءت مستقرة منذ بداية خلق الانسان وتوقف تطور أي شيء بعد ذلك تبدو الآن بعيدة الحدوث بناءٌعلى دراسات حديثة تورط عوامل تاريخ بشر طويل الأمد قبل ظهورhomo sapience نفسها ! فلنعترف بالتباينات الواضحه فنحن لسنا في حاجة لإرباك عقائدنا بأمور لو تركوها لأصحاب الاختصاص فيها لعرفوا حدود فهمنا وقدرتنا كمخلوقات أمام عدالة خلقه سبحانه وتعالي وحكمته جل شأنه بأنه خالق كل شيء موجود بالفعل لكن الفقهاء هم